اسم الکتاب : فصول في أصول التفسير المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 47
اجتهاداً، ومن أمثلة ذلك تفسير قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: [5]]، قال خالد بن عرعر: سمعت عليّاً يقول: السقف المرفوع: هو السماء، وقال: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 32] [1].
وفسَّر عمر رضي الله عنه تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] فقال: هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة، وقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] قال: «ضرباءهم» [2].
2 - السنة النبوية:
أفاد الصحابة من السنة النبوية في تفسيرهم القرآن، وهم في بعض الأحيان يروون ما وصلهم أو سمعوه من تفسير النبي صلّى الله عليه وسلّم القرآن [3]، وفي أحيان أخرى يذكرونه دون إسناد إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهذا يدل على اعتمادهم السنة النبوية وإن لم ينصوا على رفعه [4].
ومن أمثلة ذلك تفسير ابن عباس لقوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] قال فيه: «فوضع قدمه فقالت حين وضع قدمه فيها: قدٍ قدٍ ... إلخ» [5]، فابن عباس فسر هذه الآية بما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وإن لم يسنده مباشرة إليه [6]، وهذا يأتي غالباً فيما لا مجال للعقل فيه. [1] «تفسير الطبري» (27/ 18). [2] «تفسير الطبري» (30/ 69). [3] لا يصلح أن يكون هذا من تفسير الصحابي؛ لأن الصحابي ناقل للتفسير النبوي، وبعض من بحث في (مرويات الصحابة في التفسير) يدخل مثل هذا في مسمى تفسيرهم، وهذا غير دقيق. [4] يمكن أن يضاف تنبيه إلى أن الصحابي قد يكون مصدراً للصحابي، فيروي عنه التفسير. [5] «تفسير الطبري» (26/ 169). [6] انظر: «فتح الباري» (8/ 460).
اسم الکتاب : فصول في أصول التفسير المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 47