اسم الکتاب : فصول في أصول التفسير المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 45
[3] - أن يذكر في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيراً للآية ([1]):
مثاله: قوله تعالى: {وَجِيىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23].
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، لكل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» [2]. [28]
4 - أن يتأول القرآن فيعمل بما به من أمر:
مثاله: قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} [النصر: [3]].
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صلى النبي صلّى الله عليه وسلّم صلاة بعد أن نزلت عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: «سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»، وفي رواية عند البخاري عن عائشة: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» يتأول القرآن [3]. [29]
ثالثاً: تفسير القرآن بأقوال الصحابة (4)
للصحبة منزلتها العظمى في الإسلام، ولها شرف لا يخفى على مسلم، [1] يلاحظ أن هذا النوع من التفسير فيه أمور:
الأول: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يقصد بكلامه آية من الآيات، فيكون تفسيراً مباشراً.
الثاني: أن حمل الآية على الحديث من عمل المفسر المجتهد في ربط معنى الحديث بالآية، فرآه يصلح تفسيراً لها.
الثالث: أن الأحاديث التي بهذه الصورة يمكن أن تكون على قسمين:
القسم الأول: ما دلالته ظاهرة بيّنة غير خفيَّة، في كونه يصلح تفسيراً للآية، كما هو الحال في المثال المذكور.
القسم الثاني: ما تكون دلالته خفية، ولا يوصل إليها إلا بإعمال نظر زائد.
وفي كلا الحالتين، فالأمر يرجع إلى اجتهاد المفسر، والأصل فيه أنه مما يعرض له الصواب والخطأ، ولا يكون حجة لأنه اعتمد على الحديث النبوي فقط، وقد بينت هذا في غير هذا الكتاب. [2] رواه مسلم برقم (2842). [3] رواه البخاري برقم (817، 4968)، ومسلم برقم (484).
(4) ذكرت تفصيلاً أكثر في تفسير الصحابي في كتابي: «مقالات في علوم القرآن =
اسم الکتاب : فصول في أصول التفسير المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 45