يحفظها خير من الدنيا، وما فيها. وقد ضرب صلّى الله عليه وسلم لهذا المثل للترغيب، والحث على حفظ كتاب الله، وتعلمه.
* وعن عثمان بن عفان رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وفى رواية «إن من أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه» [1].
- لغة الحديث: خيركم: أى يا معشر القراء.
تعلم القرآن: يطلق على بعضه وعلى كله.
- أفاد الحديث أن خير المتعلمين من كان تعلمه، وتعليمه فى القرآن، لا فى غيره. لأن خير الكلام كلام الله. فلذلك كان خير الناس بعد النبيين من اشتغل به.
- قال الحافظ فى الفتح: (وقد سئل سفيان الثورى عن الجهاد، وعن إقراء القرآن: أى تعليمه للناس. فرجح الثانى. واحتج بهذا الحديث) [2].
- قلت: لا شك أن هذا الكلام إنما ينسحب على الجهاد غير المتعين أما إذا انتهكت حرمات المسلمين وتعين الجهاد قدم على إقراء القرآن، وهكذا تنزل الأمور وتقدر الأحكام بقدرها، والله أعلم.
... [1] فتح البارى بشرح صحيح البخارى (ج 9 ص 74). [2] فتح البارى بشرح صحيح البخارى (ج 9 ص 77).