فإن لم يخف الرياء، فالجهر ورفع الصوت أفضل لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى غيره. ولأنه يوقظ قلب القارئ ويزيد فى نشاطه [1].
* وتستحب القراءة على ترتيب المصحف: فتقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب. ولو خالف الموالاة، وقرأ سورة لا تلى الأولى أو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ سورة قبلها جاز ذلك.
* وحول مسألة هل قراءة القرآن من المصحف أفضل أم القراءة عن ظهر قلب؟
فيه تفصيل والمدار فى هذه المسألة على الخشوع. فإن كان الخشوع أكثر عند القراءة عن ظهر قلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر فى المصحف أكثر فهو أفضل. فإن استويا فالقراءة نظرا أولى- لمن كان قادرا على ذلك، وإلا فهو معذور- لأنها أثبت وتمتاز بالنظر إلى المصحف.
- قال الإمام النووى رحمه الله: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل [2].
* وحول مقدار القراءة: فقد اختلفت فيه عادات السلف. فمنهم من كان يختم القرآن كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم فى اليوم والليلة أكثر من ذلك، ومنهم من كان يختم فى كل ثلاث ختمة، ومنهم من كان يختم فى كل أسبوع، ومنهم من كان يختم فى كل شهر اشتغالا بالتدبر، أو بنشر العلم، أو بتعليمه، أو بغيره من اكتساب الدنيا، وأولى الأمر ما لا يمنع الإنسان عن أشغاله المهمة ولا يؤذيه فى بدنه، ولا يفوته معه الترتيل والفهم. المهم وكما سبق الإشارة أن يكون لكل يوم نظرة فى كتاب الله.
* يسن لمن قرأ آية السجدة أو سمعها أن يكبر ويسجد سجدة وكان صلّى الله عليه وسلم [1] إحياء علوم الدين (ج 1 ص 279). [2] التبيان فى آداب حملة القرآن (ص 50).