responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 640
النظر، فله أن يستبد بنفسه، بل هو فرضه، وذلك موقوف على شرح الصدور، فمن يرد الله أن يعلمه يشرح صدره للتعليم وهما مصدران:

ذكر شرح الصدور
وهما صدران: صدر نبي، وصدر صدّيق.
فأما النبي فشرح صدره بأن يرفع عنه الجهل بالعلم، والغفلة بالذكر، والمعصية بالطاعة، والوسواس بالعصمة.
فإن قيل: وكيف هذا وقد قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ..... } الآية [فصلت: 36]؟ قلنا: ذلك في التعريض لا في التمريض.
فإن قيل: فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ... " الحديث [1]؟.
قلنا: ليست غفلته عن طاعة بمباح، إنما كان في ذكر دائم، وعلم قائم، فإذا عافس الأهل ثم فزع، رأى أنه في نقصان، حيث أقبل على غيره، ولكن ضرورة البشرية، فيعود إلى الاستغفار حتى يكون عمله البشري في حكم العمل التكليفي.
وأما الصدّيق فهو من أسماء الكمال، ومعناه: الذي صدّق علمه بعمله [2]، وأعظم ذلك في أبي بكر الصديق رضي الله عنه [3]، ألا ترى

[1] تقدم تخريج هذا الحديث صفحة 565 تعليق رقم: (1).
[2] قال الشريف الجرجاني في التعريفات: 70 "الصديق هو الذي لم يدع شيئاً مما أظهره باللسان إلا حققه بقلبه وعمله".
[3] انظر سبب تسميته بالصديق في الرياض النضرة في مناقب العشرة للطبري: 1/ 48 - 50.
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 640
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست