اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 550
قلب القرآن [1]، وأمثالها، فلا تحفلوا بذلك كله، وأقبلوا على ما صحّ ففيه الغنية.
وكما أنه "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" [2] فليس منا من لم يتغن بصحيح الآثار، وَطَلَبُ سقيم الآثار مضافاً إلى صحيحها، يقرب من قراءة الإنجيل والتوارة مضافاً إلى القرآن.
ذكر استيفاء الغرض في التقسيم
قد علمتم -في الجملة- أن العلوم ثلاثة أقسام، وأن المعلومات أربعة: النفس، والرب، والعمل النافع، والضار.
وأن معرفة النفس تكون بالنظر في ذاتها وصفاتها، وانتقالاتها في أحوالها وابتدائها وانتهائها واستعلائها في شرفها، واستقلالها في نقصها، حسب ما وقع التنبيه عليه في قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 4 - 5] وذلك أنه خلقه سميعاً بصيراً حياً متكلماً قادراً مريداً، وهذه نهاية في مراتب الشرف، وخلقه من نطفة مدرة، ويصيره جيفة قذرة، ويحمل بعد ذلك عذره.
أنشدنا ابن طوق [3]، قال: أنشدنا القشيري: [1] هذا جزء من حديث طويل أخرجه الترمذي في ثواب القرآن رقم: 2889، والدارمي في فضائل القرآن: 2/ 456، وفي سنده هارون أبو محمد شيخ مجهول، قاله عبد القادر الأرناؤوط في تعليقه على هذا الحديث في جامع الأصول لابن الأثير: 8/ 481. [2] هذا حديث شريف أخرجه البخاري في التوحيد: 13/ 418 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند رقم: 1476، 1513، 1549، (ط: شاكر) وأبو داود في الصلاة رقم: 1469، والدارمي في فضائل القرآن: 2/ 471 من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [3] إلى هنا تنتهي مخطوطة المرحوم عبد الحي الكتاني وكذا مخطوطة الشيخ محمد المنوني وكتب بهامش كل منهما: "هذا ما وجدناه في الأم".
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 550