responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 495
وفي جامع عبد الرزاق [1] عن أبي هريرة [2] قال: "القَلْبُ مَلِك وَلهُ جُنُود، فَإذَا أصْلَحَ الله المَلِكَ صَلُحَتْ جُنودُهُ، وَإذَا فَسَدَ فَسَدَتْ جُنُودُهُ، الأذُنَانِ قُمْعٌ، وَالعَيْنَانِ مسلحة، واللسان ترجمان، واليدان جناحان، والرجْلَانِ بَرِيدَانِ، الكَبدُ رحمة، والطحَالُ ضحك، والكليتان مكر، والرئةُ تنفس، فَإذا صَلَحَ المَلِكُ صَلُحَتْ جُنُودُهُ" [3] وَتَصَرف في ذلك كله.

ذكر الآيات الواردة في النفس والقلب والجوارح
وإذا ذكرت الفلاسفة معنى هذه الأمثال، ففيها حجة عليها في قولها إن النفس تتجلّى لها الحقائق دون نظر، وإذا كان اللسان خادماً للنفس فكيف تكفِّره الأعضاء دونها؟.
ونحن نقول: إن هذه التمثيلات الواردة في القرآن والحديث لا مطمع في الإحاطة بمتعلقاتها، وإنما يأخذ كل واحد منها بمقدار ما تفيض رحمة الله عليه منها، ولعل الجسد إنما يقصد اللسان لأنه الأدنى إليه والظاهر له.

[1] هو الإمام الحافظ عبد الرزاق بن همام الحِمْيَرِي مولاهم، أبو بكر الصنعاني، روى عن الأوزاعي والإمام مالك وخلق كثير، ولد سنة 126، وتوفي سنة 211، انظر: الذهبي: تذكرة الحفاظ: 1/ 366.
[2] هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وهو أشهر من أن يترجم له، قال عنه الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره، توفي رضي الله عنه سنة: 59، انظر في ترجمته، ابن قتيبة: المعارف 120، ابن عبد البر: الاستيعاب: 4/ 202، الذهبي: تذكرة الحفاظ: 1/ 32.
[3] أورد المؤلف هذا الحديث في سراج المريدين: 66/ أوعقب عليه بقوله: وهذا لا يحتاج إليه مع كلام النبوة وينبوع الحكمة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألاَ إن في الجَسَدِ مضْغَة ... الحديث".
قلت: وحديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه: 11/ 221 رقم: 20375، ورواه البيهقي في الشعب كما ذكره المتقي الهندي في كنز العمال: 1/ 241. وثمة اختلاف يسير في ألفاظ الحديث.
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست