responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 347
إلاَّ بانعكاس الشعاع فهذا أيضاً انعكاس في انعكاس، فكيف التقيا على خط وانحرفا في زاوية؟ [1].
أما قول الغزالي بقوة النفس التأثيرية الموجدة، فقد تعجب ابن العربي من هذا القول فقال:
"سبحان الله! لقد [2] أخذنا عنك في كل كتاب، وقيدنا على كل باب أن الله منفرد بالِإيجاد، متوحد بالاستبداد وأن ما سواه لا ينسب إليه فعل ولا يناط به حادث [3] .. فالآن ترد التأثير إلى النفس، هيهات، ... فإن قلت أن النفس تؤثر ذلك عند تعلق القصد منها إليه، قلنا هذا فاسد من ثلاثة أوجه:
الأول: أن هذا مما يجب أن يثبت أولاً مشاهدة أو بخبر صدق يوجب العلم، وحينئذ تنسبه إلى الله إيجاداً بالقدرة الأزلية في الأصل، وتجعل النفس وما تعلقت به محلاً لمجاري مخلوقات الله.
الثاني: إنه وإن انكشفت له المعلومات، واتضحت له المعقولات واستبصر بالحقائق والكائنات، فليس في قوة القلب تأثير في الإِيجاد. وإنما غايته الِإدراك والكشف، فأما تعديه إلى الِإيجاد فلا يصح بحال.
الثالث: إن قلت وجدناه بالتجربة فهذا عمر قد قال: يا سارية الجبل [4] ... قلنا: هذا الآن قول في كرامة الأولياء، وهي أصل الدين وعمدة من عمد المسلمين، لا ينكرها إلاَّ جاهل. اتفق عليها العلماء [5]، واختلفوا

[1] العواصم من القواصم: 44.
[2] في العواصم: هل.
[3] بمعنى أن الله خالق كل شيء حقيقة ومن بينها أفعال العباد؛ لأنه خالق الأسباب ومسبباتها، وهو الذي أودع الأسباب قوة التأثير في مسبباتها.
[4] أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة 3/ 210، 211 من طريق حرملة عن ابن وهب ومن ثلاثة طرق أخرى كما أورده السيوطي في الخصائص الكبرى: 2/ 285 وابن الجوزي في تاريخ عمر: 196.
[5] العواصم من القواصم: 48.
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست