اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 239
ونخلص من هذا العرض للمواضع الثمانية أن معنى التأويل يقصد به تعبير الرؤيا، أي ما تؤول إليه [1].
5 - التأويل في سورة "الِإسراء":
قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [الإسراء: 35].
فسر مجاهد وقتادة كلمة التأويل هنا بالمآل والمرجع والعاقبة [2] والثواب.
6 - التأويل في سورة "الكهف":
قال تعالى حكايه عن موقف الخضر من موسى لما تتابعت أسئلته ولم يستطع صبراً على ما رآه من الخضر: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 78].
فسرها الطبري بمعنى أن الخضر قال: سأخبرك بما يؤول إليه عاقبة أفعالي التي فعلتها ولم تستطع علي ترك مسألتك إياي عنها صبراً [3]. ولما بيَّن الخضر ما أشكل على سيدنا موسى قال له في النهاية: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 82].
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في معنى الآية الكريمة: "وهذا تأويل فعله ليس هو تأويل قوله، والمراد به عاقبة هذه الأفعال بما يؤول إليه" [4].
يتبين لنا من هذه الآيات الكريمة أن لفظ التأويل لم يستعمل إلاَّ بمعنى [1] انظر ابن قيم الجوزية: مختصر الصواعق المرسلة: 1/ 9، رشيد رضا: تفسير المنار: 3/ 173. [2] تفسير الطبري 15/ 85، الدر المنثور 5/ 285 (ط: دار الفكر: 83) تفسير ابن كثير 3/ 39. [3] تفسير الطبري 16/ 7. [4] مجموع الفتاوى: 17/ 367.
اسم الکتاب : قانون التأويل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 239