responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 42
يَدعِيهِ أَهلهَا من معرفَة الْحَوَادِث الْآتِيَة فِي مُسْتَقْبل الزَّمَان يَزْعمُونَ أَنهم يدركون ذَلِك بسير الْكَوَاكِب لاقترانها وافتراقها وَهَذَا علم اسْتَأْثر الله تَعَالَى بِهِ لَا يُعلمهُ أحد غَيره فَمن ادّعى علمه بذلك فَهُوَ مَرْدُود عَلَيْهِ.
فَأَما من يَقُول إِن الاقتران والافتراق الَّذِي هُوَ كَذَا جعله الله عَلامَة بِمُقْتَضى مَا اطردت بِهِ عَادَته الإلهية على وُقُوع كَذَا وَقد يتَخَلَّف فَلَا إِثْم عَلَيْهِ بذلك
وَكَذَا الْإِخْبَار عَمَّا يدْرك بطرِيق الْمُشَاهدَة من عُلُوم النُّجُوم الَّذِي يعلم بِهِ الزَّوَال وجهة الْقبْلَة وَكم مضى وَكم بَقِي من الْوَقْت فَإِنَّهُ لَا إِثْم فِيهِ بل هُوَ فرض كِفَايَة
وَأما مَا فِي «الصَّحِيحَيْنِ» أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى صَلَاة الصُّبْح فِي إِثْر مَاء أَي مطر كَانَ من اللَّيْل فَلَمَّا انْصَرف أقبل على أَصْحَابه فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ ربكُم قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ أصبح من عبَادي مُؤمن بِي وَكَافِر فَأَما من قَالَ مُطِرْنَا بِفضل الله تَعَالَى فَذَاك مُؤمن بِي كَافِر بالكواكب وَمن قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا فَذَاك كَافِر بِي مُؤمن بالكواكب فقد قَالَ أهل الْعلم وَمِنْهُم ابْن قُتَيْبَة فِي «كتاب الأنواء» إِنَّه مَحْمُول على مَا إِذا قَالَ ذَلِك مرِيدا أَن النوء هُوَ الْمُحدث أما لَو قَالَ ذَلِك على معنى أَن النوء عَلامَة على نزُول الْمَطَر ومنزله هُوَ الله تَعَالَى وَحده فَلَا يكفر لَكِن يكره لَهُ قَول ذَلِك لِأَنَّهُ من أَلْفَاظ الْكفْر.
وَفِي «كتاب مِفْتَاح دَار السَّعَادَة» لِابْنِ الْقيم كَلَام مفصل فِي إبِْطَال علم النُّجُوم
وسنعود إِلَى الْكَلَام على ذَلِك فِيمَا يُنَاسِبه من الْآيَات.

اسم الکتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست