responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 115
سُورَة الرّوم
قَالَ تَعَالَى {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)} [الروم: 24 - 26]
تَفْسِير هَذِه الْآيَة قد مر مرَارًا فِي تَفْسِير مثلهَا فَقَوله {وَينزل من السَّمَاء مَاء} أَرَادَ بالسماء المظلة أَو السَّحَاب وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ينزل الْمَطَر من السَّحَاب المتكون من الأبخرة المتصاعدة كَمَا ذكر الطبيعيون وعَلى ذَلِك قَول الْهُذلِيّ
(شربن بِمَاء الْبَحْر ثمَّ ترفعت ... مَتى لجج خضر لَهُم تئيج)
وَمعنى {أَن تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض بأَمْره} أَي بقوله تَعَالَى قوما وبإرادته عز وَجل.
وَالتَّعْبِير عَنْهَا الْأَمر للدلالة على كَمَال الْقُدْرَة والغنى عَن المبادئ والأسباب وَلَيْسَ المُرَاد فإقامتهما إنشاؤهما لِأَنَّهُ قد بَين حَاله بقوله تَعَالَى {وَمن آيَاته خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَلَا إقامتهما بِغَيْر مُقيم محسوس.
فَإِن ذَلِك من متممات إنشائهما وَإِن لم يُصَرح بِهِ تعويلا على مَا ذكر فِي مَوضِع آخر من قَوْله تَعَالَى {خلق السَّمَاوَات بِغَيْر عمد ترونها}.

اسم الکتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست