responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في إعجاز القرآن المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 60
من بين أصابعه، ليتوصل بإنكار معجزات نبينا عليه السلام إلى إنكار نبوته، ثم إنه استثقل أحكام شريعة الإسلام في فروعها، ولم يجسر على إظهار رفعها فأبطل الطرق الدالة عليها، فأنكر لأجل ذلك حجية الإجماع، وحجية القياس في الفروع الشرعية، وأنكر الحجة من الأخبار التي لا توجب العلم الضروري. ثم إنه علم إجماع الصحابة على الاجتهاد في الفروع الشرعية فذكرهم بما يقرؤها غدا في صحيفة مخازيه، وطعن في فتاوى أعلام الصحابة رضي الله عنهم، وجميع فرق الأمة من فريقي الرأي والحديث) [1].
وتدل سيرة النظام على أنه كان على جانب كبير من الذكاء، يروي عن الجاحظ قوله: (كان الأوائل يقولون في كل ألف سنة رجل لا نظير له فإن كان ذلك صحيحا فهو النظام) [2]. ولكنه لم يستعمل ذكاءه هذا في خدمة الشريعة والبحث فيها لإبراز أسرارها ولكشف حكمها ومكنوناتها، بل كان مسيئا إليها مستخفا بأوامر الدين غير متمسك بالأحكام شديد الجرأة على المحدثين، قليل الإيمان بصحة الحديث، ولا يرى غضاضة في ردّ الحديث والطعن في راويه ولو كان صحابيا، لأنه لم يوافق عقله أو بالأحرى هواه. ويقال إنه ألف كتابا سماه «كتاب النكت» انتصر فيه لكون الإجماع ليس بحجة، فاضطره ذلك إلى أن يذكر عيوب الصحابة ويوجّه إلى كل واحد منهم طعنا.
يقول عنه ابن قتيبة [3]: (وجدنا النظام شاطرا من الشطار يغدو على سكر ويروح على سكر ويبيت على جرائرها ويدخل في الأدناس ويرتكب الفواحش والشائنات، وهو القائل:
ما زلت آخذ روح الزقّ في لطف ... وأستبيح دما من غير مجروح

[1] «الفرق بين الفرق» للبغدادي، ص 131 - 132. وقد ذكر البغدادي عشرين قضية من انحرافاته وسماها فضائح، ومن أراد الاطلاع على مزيد من فضائحه فليراجع «الفرق بين الفرق» من ص 131 - 150.
[2] «ضحى الإسلام» لأحمد أمين، 3/ 118.
[3] انظر كتابه «تأويل مختلف الحديث» ص 25.
اسم الکتاب : مباحث في إعجاز القرآن المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست