responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في إعجاز القرآن المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 167
التي ينبني عليها الكون المادي ومحاولة التعرف على الذرة، إلا أنه لم يخرج بطائل من دراسته هذه يقول العلم الحديث:
قوام الذرات جسيمات متناهية في الصغر تتشابه في جميع ذرات العناصر المختلفة، ويتوقف على عددها وترتيبها داخل كل ذرة- بالإضافة إلى النواة- نوع المادة أو العنصر، وأبسط الذرات تركيبا على الإطلاق ذرة الإيدروجين وهو الغاز المعروف باسم الغاز الكوني، أو الغاز الذي خلقت منه الأجرام السماوية وتطورت عنه داخل الشموس والنجوم سائر المواد المعروفة. وقد كان المعتقد إلى عهد ليس ببعيد بين جمهرة العلماء أنّ الذرة غير قابلة للتجزئة إلى جسيماتها أو طاقاتها الأولية ... ولكن لما عرفت وسائل تحطيم الذرة في هذا العصر أمكن الجزم بإمكان اقتسام الذرة وانطلاق طاقات عظمى مما يدّخر بين ثناياها، أساسها الطاقة التي استخدمت في الأصل في ربط جسيماتها الأولية، فهل هذا الغاز الكوني هو الدخان الذي شكل أصل التكوين المادي أو أن المراد بالدخان هي تلك السدم الغازية الملتهبة التي تتجمع في ساحات هائلة من الكون تشكل نجوما أو مجموعات منها؟.
والأمر الآخر في آيات «فصّلت» هو خلق الأرض ووضع البركة فيها وتقدير الأقوات في أربعة أيام، كل ذلك قبل تشكيل السماء وجعلها سبع سماوات.
وهذه الحقيقة لا يستطيع العلم البشري أن يصل إليها إلا من طريق الوحي من خالق السماوات والأرض، لأن وسائل البشر محدودة فلا يستطيع أن يخترق بوسائله المادية حجب غيب الماضي ليعرف تكوين الأجرام الكونية والسابق منها عن اللاحق.
وهنا لا بد من الإشارة إلى آيات سورة «النازعات» فقد يفهم بعضهم أنها تتعارض مع آيات سورة «فصلت».
وقد ثار هذا الإشكال في عصر الصحابة رضوان الله عليهم:

اسم الکتاب : مباحث في إعجاز القرآن المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست