اسم الکتاب : مباحث في إعجاز القرآن المؤلف : مصطفى مسلم الجزء : 1 صفحة : 119
ويقول: (فالفصاحة نعت للألفاظ إذا وجدت على شروط عدة، ومتى تكاملت تلك الشروط فلا مزيد على فصاحة تلك الألفاظ، وبحسب الموجود منها تأخذ القسط من الوصف، وبوجود أضدادها تستحق الإطراح والذم، فمن هذه الشروط:
1 - أن يكون تأليف تلك اللفظة من حروف متباعدة المخارج [1].
2 - أن تجد لتأليف اللفظة في السمع حسنا ومزية على غيرها.
3 - أن تكون الكلمة غير متوعرة وحشية.
4 - أن تكون الكلمة غير ساقطة عامية.
5 - أن تكون الكلمة جارية على العرف العربي الصحيح غير شاذة.
6 - أن لا تكون الكلمة قد عبّر بها عن أمر آخر يكره ذكره.
7 - أن تكون الكلمة معتدلة غير كثيرة الحروف).
وإذا استعرضنا آيات القرآن الكريم من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس على تعريف الفصاحة والبلاغة، وشروط الألفاظ الفصيحة والكلام البليغ، لوجدنا كل آية قد تحققت فيها الفصاحة والبلاغة في أبهى صورهما، ولوجدنا أن معاني الكلمات تنساب إلى القلب قبل أن تبهرنا الألفاظ بجمالها الساحر، سواء في ذلك السور والآيات التي تلفت أنظارنا إلى الآفاق لنستدل على الصانع من لوحة إبداعه الرائعة أو الآيات المتعلقة بمبدإ البعث والنشور والموقف والحساب أو ما يتعلق منها بتنظيم شئون الحاكم مع رعيته، أو الأسرة وحقوق أفرادها، وغيرها من الأمور التي تولى القرآن الكريم الحديث عنها. [1] فالكلمات: الجردقة (الرغيف). والجرموق: اسم لقوم. وجوسق، وجلق، وجوالق:
للوعاء. ومنجنيق، وجلنبلق: لصوت الباب. والجص، والصجة، والصولجان، والمحجن، والأجاص. كلها كلمات معرّبة غير فصيحة لتقارب مخارج حروفها.
اسم الکتاب : مباحث في إعجاز القرآن المؤلف : مصطفى مسلم الجزء : 1 صفحة : 119