responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور    الجزء : 1  صفحة : 236
ولهذا، فإن علينا أن نلاحظ في خطوات هذا المنهج الذي جاء في القرآن الكريم، أنّ الإشارات لتلك السنن والحقائق العلمية جاءت في نهاية هذه الخطوات، كأمثلة، ونماذج تطبيقية، ولسوف تفضي إليها أو لما شاء الله تعالى منها- يوما بعد يوم- التجربة والعمل الإنساني، ولم يرد لها أن تكون بديلا عنه، أو أن تحل محله! ولهذا فإن بعض الصحابة الذين سألوا عن بعض هذه الظواهر؛ أجيبوا عن (وظيفتها) لا عن طبيعتها أو آليتها أو كيفية عملها! لأن الشريعة ربطت بهذه الوظيفة، أو أناطت بها بعض الأعمال والتكاليف الشرعية، في سياق كون القرآن كتاب هداية وتشريع كما قلنا قبل قليل، وتأكيدا على أن معرفة هذه الطبيعة أو اكتشافها إنما هو من عمل التجربة والعقل الإنساني في سائر العصور! جاء في كتب التفسير أن قوما من المسلمين سألوا النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الهلال، و «ما سبب محاقه وكماله ومخالفته لحال الشمس» كما روي ذلك عن ابن عباس وقتادة والربيع وغيرهم، وعن أبي العالية قال: «بلغنا أنهم قالوا: يا رسول الله لم خلقت الأهلة؟» فأنزل الله تعالى:* يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) [1] [سورة البقرة، الآية 189].
أما سبب محاق القمر وكماله ومخالفته لحال الشمس، فإن الوقوف عليه من عمل الإنسان في مختلف العصور! وربما كان هذا هو السبب- فيما نلاحظ- في هذا الاقتران في الآية الكريمة بين الإجابة عن «وظيفة» الأهلّة، لا عن قانونها وطبيعة عملها، والأمر بأن يأتوا البيوت من أبوابها لا من ظهورها، أي إنهم بسؤالهم ذلك لم يأتوا البيوت من أبوابها ... والله تعالى أعلم.

[1] راجع تفسير ابن عطية 2/ 134 وتفسير القرطبي 2/ 341 وتفسير ابن كثير 1/ 225. وانظر في ابن عطية تعليقا للمحقق يحتاج إلى مراجعة وتدقيق.
اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست