اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 212
ونزل القرآن كذلك على أساليب العرب في كلامها، ففيه الحقيقة وفيه المجاز، وفيه الصريح والكناية، وفيه المتشابه والمجمل ... إلخ، على نمط العرب في حقيقتهم ومجازهم وسائر ضروب كلامهم.
قال ابن خلدون: «اعلم أن القرآن نزل بلغة العرب، وعلى أساليب بلاغتهم، فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه ... » [1].
أولا- بين التفسير والتأويل:
وقبل أن نوجز تاريخ التفسير بأقل قدر ممكن من «الكلمات» نوضح الفرق بين «التفسير» و «التأويل»:
1 - التفسير في اللغة: الاستبانة والكشف، وفسّر الشيء يفسّره وفسّره:
أبانه، قال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) [سورة الفرقان، الآية 33] أي بيانا، ولم ترد لفظة «تفسير» في القرآن في غير هذا الموضع، وانظر الآيات السابقة.
ولم يختلف المفسرون في أن المراد من «تفسير القرآن» - على تعدد تعريفاتهم للتفسير اصطلاحا [2] - بيان معانيه على أي وجه من وجوه البيان؛ قال [1] المقدمة ص 1130 بتحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي. وصفحة 403 طبعة دار الشعب بالقاهرة. [2] يعرف أكثرهم التفسير بأنه «علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية» يشيرون بذلك إلى إخراج الدراسات المتعلقة بالقرآن من جهة غير جهة دلالته السابقة ... من نطاق التفسير، كبعض علوم القرآن ... علم القراءة، مسألة الرسم العثماني ... إلخ- وقيد «الطاقة البشرية» لبيان أن عدم العلم بالمتشابه أو بفواتح السور- على ما ذهب إليه بعضهم- لا يقدح في التفسير.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه علوم القرآن- في الواقع- مدخلا إلى تفسير القرآن وطريقا إليه، إلا أن قسما كبيرا منها، حتى بعد أن اتخذ هذا المصطلح شكله النهائي فيما بعد، يدخل في نطاق التفسير. هذا الشطر الكبير جدير بأن يسمى: «علوم التفسير».
اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 212