اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 178
ولاحظ في هذه اللوحة التناسق في اللون والشكل، وأثر ذلك في ملء فراغات اللوحة كما يقال: بين جنّات الكروم المعروشة ... والزرع المنبسط، والنخيل السامق!! ... (1)
وانظر أخيرا إلى هذه اللوحة الطبيعية التي رسمت ببضع لمسات عريضة، قال تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) [سورة الغاشية، الآيات 17 - 20].
إنها لوحة قاعدتاها: السماء والأرض: اتجاهان أفقيان. بينهما في الاتجاه الرأسي: الجبال والجمال ... أبرز الأشكال والأحجام على الأرض في عالم الجماد وعالم الحيوان ... والجمل هو الحيوان المناسب في الاتجاه الرأسي على كل حال ... بالإضافة إلى أنه أليف الصحراء الفسيحة التي تحدها السماء والجبال!! ...
وانظر كذلك هذه الدعوة إلى النظر والتأمل كيف بدأت بالإبل ... تلك المخلوقات البارزة على الأرض التي يقف عليها الإنسان، ثم انتقلت به من تلك النقطة الرأسية إلى السماء في اتجاه الصعود إلى فوق ... ثم كيف نزل ذلك الخط التصويري بالناظر المتأمل من السماء إلى الجبال إلى الأرض ... حيث مواقع أقدامه، مرة أخرى [2].
وفي سورة الغاشية لوحات بلغ فيها التناسق الفني هذا أوجه كذلك ... وفي وسع القارئ أن يقف في كتاب التصوير الفني وفي الظلال على ألوان أخرى من التناسق ... وبخاصة ذلك التناسق الذي تستقل برسمه كلمة واحدة
(1) راجع: في ظلال القرآن ص 2044 فما بعدها. ط دار الشروق 1397 هـ. [2] التصوير الفني في القرآن لسيد رحمه الله، وانظر تفسيره في ظلال القرآن ص 3898 فما بعدها.
اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 178