اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 128
الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا ... » [1].
هذا، وقد عبّر أحد علماء الشيعة الإمامية أو الجعفرية- شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي- عن هذا المعنى فقال: «إن اعتقادنا في جملة القرآن الذي أوحى به الله تعالى إلى نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم هو كل ما تحتويه دفتا المصاحف المتداول بين الناس. وعدد السور المتعارف عليه هو 114 سورة، أما عندنا فسورتا الضحى والشرح تكونان سورة واحدة، وكذلك سورتا الفيل وقريش، وأيضا سورتا الأنفال والتوبة. أما من ينسب إلينا الاعتقاد في أن القرآن أكثر من هذا فهو كاذب» [2].
بل إن هذا الفرق في طريقة تقسيم السور وترقيمها فرق نظري عند هؤلاء العلماء لأن نسخهم في الواقع لا تختلف عن النسخ المتداولة عند المسلمين من أهل السنّة فيما نعلم. ويكفي إن زعم لك زاعم أن لديه «سورة مجهولة» أو نصا مفقودا، أن تلاحظ- فقط- الفرق بين التراكم الركيك من العبارات، والكلمات [1] مدخل إلى القرآن الكريم، ص 39. [2] المصدر السابق. قلت: وهذا واضح في الحكم على علمائهم الآخرين الذين قالوا بخلاف ذلك، أو زعموا أن تحريفا قد أصاب القرآن. أما طبعاتهم للقرآن الكريم التي رمز فيها بأعلى الصفحات إلى أحد هذه الكلمات: (خوب، وسط، بد) والتي تعني بالعربية: جيد، وسط، رديء. فإننا لم نطلع عليها. وقد أشار بعض الباحثين إلى أن هذه الرموز ربما كانت للخيرة والفأل. وذكر أنه لديه نسخة طبعت في طهران، وهي بخط التعليق كتبها سيد حسين ميرخاني، تقع في 406 صفحات. وأنه قد أحصى فيها تلك الرموز أو الإشارات، فوجد الرديء يقارب نصف صفحات المصحف (194) صفحة. والجيد (خوب) قد بلغ (154) صفحة. والوسط بلغ (44) صفحة. وأن (14) صفحة خالية من أي إشارة؛ قال: «ولعل (الخيرة) تعاد إذا ظهرت الصفحة الخالية من الإشارة» وذكر أن من سور القسم الثالث (بد) سورة الفتح وسورة الحجرات ... إلخ. انظر الصفحات 117 - 131 من كتاب: الخمينية تأليف وليد الأعظمي. دار عمار- الأردن 1408 هـ.
اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 128