اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 110
أسمعه من غيري، قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (41) قال لي: كفّ أو أمسك، فالتفتّ إليه فإذا عيناه تذرفان! ([1]):
(ب) الكتابة والتدوين:
هذا في موضوع حفظ القرآن- بمعنى جمعه في الصدور- في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم. فإذا انتقلنا إلى «الكتابة» والتدوين نجد أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد اتخذ كتّابا للوحي، أمرهم بكتابة كل ما ينزل من القرآن، منهم الخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت وأبيّ بن كعب وثابت بن قيس، وغيرهم.
فكانوا يكتبونه فيما يسهل عليهم من العسب واللخاف والرّقاع والأكتاف والأقتاب وقطع الأديم [2]، قال زيد بن ثابت: «كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع» وقال بعد أن أمر بجمع القرآن: (فتتّبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال) [3]. وفي هذا دلالة على أن الشطر الأعظم من القرآن الكريم كان مكتوبا على الورق وسائر انواع الرقاع.
وفوق ذلك فقد نهاهم الرسول الكريم عن أن يكتبوا شيئا غير القرآن، فقال صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري- «لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه» [4] وذلك- فيما يبدو- حتى تتوفر جهودهم وهممهم [1] صحيح البخاري 6/ 113، 114. [2] العسب، بضم العين والسين، جمع عسيب: وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض. واللخاف، بكسر اللام، جمع لخفة بفتح اللام وسكون الخاء، وهو الحجر الأبيض الرقيق. والرقاع جمع رقعة، وقد تكون من جلد أو من ورق أو كاغد. والأكتاف جمع كتف، وهم عظم البعير أو الشاة يكتبون عليه بعد أن يجف.
والأقتاب: جمع قتب- بفتحتين- وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه. [3] صحيح البخاري 6/ 98. [4] - صحيح مسلم بشرح النووي 18/ 129.
اسم الکتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 110