فقصره إن انفصل عن الهمز الذي بعده، ومده إن اتصل بها. فسمي اعتبارا بهذا النظر.
ألغاز القرّاء
: اللّغز جحر الضبّ والفأر. والألغاز طرق تلتوي وتشكل على سالكها، والمراد هنا تعمية المراد بالسؤال عن مسائل دقيقة خفية من علم القراءات والتجويد، على سبيل الإغراب والتعليم.
ولا تتأتى صياغة اللغز العلمي وفكّه وحلّه إلا للعلماء الكمّل والقراء المهرة المجيدين.
أمثلة
: 1 - ألغز يحيى بن زكريا أبو زكريا الضرير فقال:
ألا أين يروى المدّ عن مازنيّهم ... ومك وورش ثم عن غيرهم فلا
فأجابه ابن الجزري:
يمدّ أبو عمرو ومكّ وورشهم ... بدائرة السّوء المكانين فانقلا
فك اللغز
: قرأ ابن كثير المكي وأبو عمرو المازني عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ [التوبة:
98] بالتوبة، وفي الموضع الثاني من الفتح بضم السين، فالمدّ لهما مدّ واجب متصل يمدانه بمقدار أربع حركات.
وورش يقرأ الموضعين بفتح السين، فهو لين مهموز لورش، يمدّه أربع أو ست حركات.
2 - قال أحد القراء:
ألا فاسألوا أهل الدراية بالحرز ... عن احكام وقف الراء للسبعة الغرّ
فما كلمة فيها خلاف لديهم ... لدى وقفهم قال الإمام أبو عمرو
فشامي وبصري فخّماها بلا امترا ... وللخمسة الباقين ترقيقها يجري
فأجاب الإمام الصفاقسي:
مرادك يا أستاذ يصدر بالقصص ... كما قاله أهل الدراية والخبر
وقال آخر:
ألا أيها الأستاذ ذو العلم والفخر ... لقد غصت في بحر المعاني على الدّرّ
فجئت بما يزري على كل لؤلؤ ... ويصدر عنه ما سألت أخي فادر فك اللغز
: قرأ ابن عامر الشامي وأبو عمرو البصري يُصْدِرَ [القصص: 23] هكذا:
يصدُرُ، فالراء مفخمة عندهما عند الوقف لأن ما قبل الراء حرف مضموم.
3 - وألغز يحيى بن زكريا فقال:
ألا أين يروي نجل غلبون سكتة ... ونقلا عن الزّيّات وقفا وموصلا
وذا كلّه قد جاء في فرد كلمة ... فأفتون في رؤياي يا أيها الملا