أحوج ما نكون إلى معرفة القيم التي كانت لكل لفظ من ألفاظ القرآن حين نزوله ... فلا بد للباحث في كتاب الله ليكون بحثه علمياً دقيقاً من أن يقف على القيم الدقيقة لهذه الألفاظ حين نزولها حتى يبلغ الغاية من الدقة المرجوة ... " [1].
وقد أوكل إعداد المعجم إلى لجنة من أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة وظهر بعدما استغرق العمل أكثر من عشر سنوات، ولكن لم يتحقق به الغرض الذي قصده صاحب الاقتراح.
ويتبين من دراسة الألفاظ التي اشتمل عليها كتاب المفردات أن من مقاصده أيضاً الرد على المنصرين والمستشرقين الذين يزعمون أن عدداً كبيراً من ألفاظ القرآن أخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليهود والنصارى، وأن بعضها لم يفهمه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخطأ في استعماله في القرآن {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} وكان المؤلف رحمه الله مطلعاً على كتاباتهم، فرد على مطاعنهم في هذا الكتاب، ومن أمثلة ذلك كلمة الدرس، واليهود، والنصارى، وقد صرح فيها بمزاعمهم. وهناك ألفاظ اعتنى المؤلف بتأصيلها دون إشارة إليهم أو تعرض لكلامهم، ولكن لا يخفى على المطلع على كتبهم أنه أراد إزالة الشبهات التي أثاروها حول تلك الألفاظ.
(3) هل أنجز التأليف؟:
مما يبعث على الأسف أن كتاب مفردات القرآن من الكتب التي لم يقدر للمؤلف رحمه الله أن يكملها، لا من حيث مقدماته، ولا عدد ألفاظه، ولا استيعاب الكلام في تفسيرها. فتوفي وهو مجموعة فصول سودت في أزمنة مختلفة، ولم تحظ بإعادة نظر أو تبييض، بل الحق أن كثيراً من نصوصها قيدها المؤلف في صورة مذكرات ليستفيد منها عند تأليف الكتاب. وإليكم بعض الشواهد على ما قلنا. [1] معجم غريب القرآن: د.