اسم الکتاب : مفردات القرآن المؤلف : الفراهي، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 367
(105) الطير (1)
عند الأكثرين اسم جمع مثل ركْب وصَحْب. وعندي اسم للصنف، فإنه يطلق على الواحد أيضاً [2]. قال تعالى حكاية عن قول عيسى عليه السلام:
{أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} [3].
فإذا أريد به الجماعة أريدت غير معدودة، وحيئنذٍ هو أدلّ على الكثرة من صيغة الجمع. قال تعالى:
{وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً} [4].
أيضاً: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} [5].
(1) تفسير سورة الفيل: 2، الآية 3 {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ}. [2] في اللسان (طير): زعم قطرب أن الطير يقع للواحد، قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك إلا أن يعنى به المصدر. وقال ثعلب: الناس كلهم يقولون للواحد "طائر" وأبو عبيدة معهم، ثم انفرد، فأجاز أن يقال "طير" للواحد. وجمع على طيور. قال الأزهري: وهو ثقة. ونص قول أبي عبيدة في المجاز 2: 249 في تفسير قوله تعالى {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} الواقعة 21: "جماعة طائر، وقد يجوز أن يكون واحداً" وعلّق المؤلف رحمه الله في حاشية نسخته من اللسان (طير) فقال: "الطير يقع للواحد كما جاء في القرآن وهو قوله تعالى {فيكون طيراً بإذن الله} ... ". [3] سورة آل عمران، الآية: 49. ومما يرجح أن الطير اسم صنف قوله تعالى في سورة النمل (17): {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ}. [4] سورة ص، الآية: 19. [5] سورة الملك، الآية: 19.
اسم الکتاب : مفردات القرآن المؤلف : الفراهي، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 367