responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفردات القرآن المؤلف : الفراهي، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 118
تكلموا فيه اعتناء بشأنها، ولكنهم اختلفوا، ولم يأتوا بما يقطع به ويطمئن به القلب. وإنّا نورد كلّ ما علمنا [1] من أقوالهم ... [2].
هذه الأسماء ليست كسائر الكلمات، فإنها يتكلم بها بأسماء حروفها، فالمراد بها الحروف من جهة أصواتها التامّة. والأصوات حركات تنشأ من القلب، ولكل صوت مناسبة بعاطفة من عواطف الروح، فإذا وردت عليه واردة نشأت حركة، وأنشأت صوتاً يدلّ على تلك الواردة دلالة الأثر على المؤثّر، مثل كلمة (آه) تنشأ من الحزن وتدلّ عليه ... [3].

= بحكمة ونفع، ولكن المنافع تظهر يوماً فيوماً بالتأمل وزيادة العلم. فما خفي نفعه نتفكر فيه ولا ننكره لعدم الاطلاع عليه، فكذلك تفكر العلماء في مناسبة هذه الأسماء بمسمياتها. وفي إعمال الفكر ترويضه وإكماله. ومهما غمض الأمر زاد إعمال الفكر وكان أنفع لترويضه، وأردع للنفس عن الغرور بما علمت، وأحثّ لها إلى التعلّم. فإنّ الإحساس بالجهل أول خطوة التعلم. ومن نعمة الله على العلماء أنهم مهما ازدادوا علماً ازدادوا إحساساً بجهلهم وبقلة علمهم في جنب ما لم يعلموا. فغموض مناسبة هذه الأسماء ينطوي على حكمة عظيمة، فإنّ القارئ في أول نظره ينتبه على أن هذا الكتاب بحر عميق، وينبغي له أن يستفرغ جهده في تدبره حسب ما وجد في نفسه من الأهلية والاستعداد، فإنّ كل امرئ مكلف لما في وسعه ... وستجد في الفصل الخامس عشر إشارة إلى المناسبة بين هذه الأسماء ومسمياتها". تفسير سورة البقرة (مخطوط)، الفصل 11.
[1] من المطبوعة نظراً للسياق. وفي الأصل: علمت.
[2] بياض في الأصل.
[3] بياض في الأصل. اقتصر المؤلف هنا على هذه التوطئة، ولم يكمل الفكرة. ويبدو أنه حينما كتب هذه الكلمة لم يكن توصّل إلى نظريته المعروفة عن الحروف المقطعات. فهو يذهب هنا في تفسيرها إلى غير ما استقرّ عليه رأيه فيما بعد، وفصّله في تفسير سورة البقرة، وهو من آرائه المبتكرة التي فتحها الله عزّ وجلّ عليه. وهداه إليها القرآن الكريم نفسه. فقال:
"قد تفكر العلماء في وجه التسمية بهذه الحروف، وذهبوا في كل مذهب. ووجدنا لهم فيه حسب ما اطلعنا تسعة وعشرين قولاً (1). ولكني لم أجد فيها تمسكاً بالقرآن =
............................................
[1] ذكر الحافظ ابن حجر أنه اختلف في هذه الحروف على أكثر من ثلاثين قولاً (فتح الباري 8: 554). =
اسم الکتاب : مفردات القرآن المؤلف : الفراهي، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست