responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من روائع القرآن المؤلف : البوطي، محمد سعيد رمضان    الجزء : 1  صفحة : 216
النّزعة الإنسانيّة في القرآن
القرآن كتاب عربي، نزل بلغة العرب، وصيغ بلهجة أوسط القبائل العربية: قريش.
وكتاب هذا شأنه، كان ينبغي- له أنه ظهر في الأرض ولم ينزل من السماء- أن يتأثر تأثرا ما، من حيث مبادئه وأفكاره، بنزعة البيئة أو الإقليم أو القوم الذين ظهر بينهم وجاء بلغتهم، كما هو الشأن لعامّة الكتب والمؤلفات الأخرى.
ولكنك لا تبصر من ورائه إلا السمة الإنسانية المطلقة، فهو في كل ما يصدر عنه من عقيدة وأخلاق وتشريع وعظات، إنما يقدم من ذلك كله ثوبا قد فصّل على قدر الحقيقة الإنسانية كلها أينما وجدت وكيفما تنوعت.
ومهما نظرت في هذا الثوب، فلن تجد فيه أيّ مظهر لطابع البيئة أو القبيلة، سواء في شكله أو جوهره.
وهذا ما نعنيه عند ما نصف القرآن بأنه: إنساني النزعة في كلّ من موضوعه وأسلوبه. فلنشرح هذا الوصف بالقدر الذي يفي بغرضنا من هذا الكتاب.

أولا- النزعة الإنسانية في القرآن من حيث الموضوع:
تتجلى النزعة الإنسانية في عامة موضوعات القرآن، فلنتلمسها في كل موضوع على حدة:

اسم الکتاب : من روائع القرآن المؤلف : البوطي، محمد سعيد رمضان    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست