responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من روائع القرآن المؤلف : البوطي، محمد سعيد رمضان    الجزء : 1  صفحة : 168
التّصوير في القرآن مظهره ورسائله
تمهيد:
يقول علماء العربية والبيان: الكلام ينقسم إلى خبر وإنشاء.
والخبر هو- كما تعلم- الحديث عن معنى قد وقع، على سبيل الاطلاع عليه لمن كان جاهلا، أو التذكير به لمن كان ناسيا؛ والإنشاء هو تحصيل معنى عن طريق استفهام أو طلب.
فشأن الكلام- على كل حال- مرتبط بالمعنى، إخبارا به أو استفهاما عنه أو طلبا له، وليس له شأن بما وراء ذلك.
وما هو المعنى؟ ... إنه عبارة عن كل ما يدركه العقل، فكل ما علمه العقل فهو معنى.
ومن هنا، كانت صلة الكلام بالعقل دائما؛ والمتكلم إنما يخاطب في الناس عقولهم؛ فإذا أدرك العقل واستوعب، حمل إلى مكامن الإحساس والوجدان من ذلك المعنى ما يلائمه من التأثيرات المختلفة. فتفاعل الإحساس بها وتأثر.
غير أن لكلام القرآن طريقة أخرى في الخطاب.
إنه لا يخاطب العقل وحده، على نحو ما نعلم من طبيعة سائر أنواع الكلام. ولكنه يخاطب كلّا من العقل والخيال والشعور معا؛ أو قل إنه يحمل إلى العقل معنى يخاطبه به وينهاه إليه، وينفث في المشاعر والخيال إحساسا

اسم الکتاب : من روائع القرآن المؤلف : البوطي، محمد سعيد رمضان    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست