وأرواحنا فى وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
وكم قد رأينا من رجال دولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فزالوا والجبال جبال
تلامذة الرازى
: وقد كثر تلاميذ الرازى كثرة فائقة حتى قيل انه كان يمشى فى خدمته نحو ثلاثمائة تلميذ، وكان يحضر مجالس وعظه الخاص والعام.
وقد عاش الرازى فى رغد من العيش وسعة من الثراء ونعمة تضاهى نعمة الملوك حيث اجتمعت له الاموال الكثيرة اكراما له من سلاطين عصره من أمثال: شهاب الدين الغورى سلطان غزنة. والسلطان علاء الدين خوارزم شاه.
وقد عظم شأنه حتى أن الملك خوارزم هذا كان يأتى إلى بابه ويحضر مجالس وعظه حتى اذا انتهت به الحياة وقضى منها وطره ترك ثروة ضخمة تربو على ثمانين ألف دينار.
ومع ما قام به هذا الرجل من دراسات وتأليف ومحاورات فى علم الكلام فاننا نراه- ككثرة من العلماء- يعود إلى الاقرار بأن هناك ما هو أجدى وأجدر بالبحث والدراسة والتصنيف وهو القرآن الكريم فتراه يقول:
«لقد اختبرت الطريق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروى غليلا، ولا تشفى عليلا، ورأيت أصح الطريق طريقة القرآن ....
ثم يقول:
«وأقول من صميم القلب من داخل الروح: أنى مقر بأنّ ما هو الاكمل والأفضل الأعظم الاجل فهو لك، وكل ما هو عيب ونقص فأنت منزه عنه ...