اسم الکتاب : منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير المؤلف : نبيل أحمد صقر الجزء : 1 صفحة : 57
فجعل إهلاكها تدميرها، وإلى قوله: وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها [1].
وفى إيضاح معنى آية والقصد من كناية الضمائر فيها.
ذكر فى قوله تعالى:
وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ* وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ* إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [2].
" الكتاب المستبين" هو التوراة، والمستبين القوى الوضوح، فالسين والتاء للمبالغة يقال: استبان الشيء إذا ظهر ظهورا شديدا. وتعدية فعل الإتيان إلى ضمير موسى وهارون مع أن الذى أوتى التوراة هو موسى كما قال تعالى:
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ [3] من حيث إن هارون كان معاضدا لموسى فى رسالته فكان له حظ من إيتاء التوراة كما قال الله فى الآية الأخرى وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً [4]، وهذا من استعمال الإيتاء فى معنييه الحقيقى والمجازى» [5]. [1] سورة الفرقان: الآية 40.
وانظر التحرير والتنوير، ج 8، ص 82. [2] سورة الصافات: الآيات 17 - 122. [3] سورة البقرة: الآية 87. [4] سورة الأنبياء: الآية 48. [5] التحرير والتنوير، ج 23، ص 164.
اسم الکتاب : منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير المؤلف : نبيل أحمد صقر الجزء : 1 صفحة : 57