اسم الکتاب : موسوعة التفسير قبل عهد التدوين المؤلف : محمد عمر الحاجى الجزء : 1 صفحة : 295
يَسْتَطِيعُونَ) [1] يقول: ذلك والله يوم القيامة، ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود فيسجد المؤمنون، بين كل مؤمن منافق، فيقسو ظهر المنافق عن السجود، ويجعل الله سجود المؤمنين عليهم توبيخا وذلا وصغارا وندامة وحسرة» فهذا جزء من حديث طويل مشهور.
5 - كذلك فقد كان (قتادة) يعتمد على الأحاديث القدسية، في معرض تفسيره لبعض الآيات القرآنية، مثال ذلك:
في معرض تفسيره لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ) [2].
يورد حديثا قدسيا ذكره البخاري في صحيحه، وفيه: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تبارك وتعالى: كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا، وأنا الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد».
6 - ويعتمد (قتادة) في تفسيره- بعد الاعتماد على تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وتفسير الصحابة- على الاجتهاد وإعمال الفكر،
لذلك كان له تفسير فقهي لبعض الآيات، مثال ذلك:
في تفسير قول الله تعالى: (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) [3] يرى: أن المصلّي يردّ السلام كلاما إذا سلّم عليه، ولا يقطع ذلك عليه صلاته، لأنه فعل ما أمر به [4].
فهو إذا يعتبر الأمر الإلهي في قوله تعالى: (فَحَيُّوا) هو أمر نافذ، [1] القلم: 42. [2] الأحزاب: 57. [3] النساء: 86. [4] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 5/ 299.
اسم الکتاب : موسوعة التفسير قبل عهد التدوين المؤلف : محمد عمر الحاجى الجزء : 1 صفحة : 295