اسم الکتاب : موسوعة التفسير قبل عهد التدوين المؤلف : محمد عمر الحاجى الجزء : 1 صفحة : 250
بعضهم لم يفهم بعض القضايا التي وردت في القرآن، ولم يسألوا عنها.
ثم كان عهد الصحابة الأكارم، فساروا على النهج ذاته.
حيث اتفقوا على أن أفضل ما يفسّر القرآن هو القرآن، قال الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه: ( .. إن أصح الطرق في ذلك- أي في تفسير القرآن- أن يفسّر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسّر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر .. ) [1].
مثل ذلك قوله تعالى: (* وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) [2] فسرتها الآية التالية: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [3].
مثال آخر قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) [4].
جاء تفسير المحرمات على اليهود في موضع آخر، وذلك في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) [5].
ثم إن الصحابة الكرام اعتبروا أن خير ما يفسر القرآن بعد القرآن هو الرسول صلى الله عليه وسلم، فتناقلوا كل ما ورد عنه من تفسير وبيان لبعض آيات القرآن. [1] مقدمة في أصول التفسير: 93. [2] الأنعام: 59. [3] لقمان: 34. [4] النحل: 118. [5] الأنعام: 146.
اسم الکتاب : موسوعة التفسير قبل عهد التدوين المؤلف : محمد عمر الحاجى الجزء : 1 صفحة : 250