اسم الکتاب : موسوعة التفسير قبل عهد التدوين المؤلف : محمد عمر الحاجى الجزء : 1 صفحة : 247
الفصل الأول مدخل إلى التفسير قبل عهد التابعين
شاء الله تعالى أن يكون كل رسول من الجماعة التي يرسل إليها، مصداق ذلك قوله تعالى: (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا) [1].
وبالتالي، فكانت الرسالات والكتب السماوية بلغة الأقوام التي أرسلت إليها، وذلك كي يفهمها الناس ويفقهون مراد الله منها، قال تعالى: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [2].
والإعجاز في المسألة أن الله تعالى جعل معجزة كل نبي من الأنبياء تتحدى ما اشتهر به قومه، مثال ذلك:
أن معجزة موسى عليه السلام كانت تدور في فلك السحر، حيث كان قومه مشهورين به ... يتباهون بالتفنّن به.
أما معجزة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم فهي المعجزة الخالدة الباقية إلى يوم الدّين، حيث كان العرب قد أبدعوا في مجالات الشعر والأدب ..
فتحدّاهم الله تعالى بالقرآن، لذلك وقفوا أمام فصاحته وبلاغته بكل [1] الإسراء: 94 - 95. [2] إبراهيم: 4.
اسم الکتاب : موسوعة التفسير قبل عهد التدوين المؤلف : محمد عمر الحاجى الجزء : 1 صفحة : 247