responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 84
المنهج (1)
المنهج الذى ينهض بأمة من الأمم يجب أن تتوفّر فيه شروط عدة حتى يؤدى مهمته، ليكون أقرب الطرق للوصول إلى الغاية، لا بدّ أن يكون واضحا سهلا محدود الغايات والمرامى، ولا بد أن يكون عمليّا لا يعتمد على الخيال، ولا بد أن يكون شاملا يعبر عن أمانى الأمة وعواطفها، وخلجات نفسها، ويصوّر آمالها ومطالبها، ولا بد أن يكون محوطا بصفة من القداسة تدفع إلى المحافظة عليه، والتضحية فى سبيله، ولا بد أن يكون بعد ذلك معينا على جمع كلمتها، ومساعدا على ضمّ صفوفها، وتوحيد وجهتها، إذا تمكنت أمة من وضع منهج تتوفّر فيه هذه الشروط فهى واصلة لا محالة إلى ما تبتغى من أقرب الوسائل وأخصر السبل.
ومن فضل الله تبارك وتعالى على هذه الأمة المحبوبة أن منّ عليها بهذا المنهج تامّا كاملا، موفور الشروط، مكتمل الوسائل والغايات، ذلك المنهج الإلهى هو" القرآن الكريم".
لو كشفت غشاوة الأهواء والأغراض، وانزاح كابوس التقليد والضعف عن صدر هذه الأمة: قادتها وجمهورها، لتأكدت تمام التأكّد أن المنهج الوحيد الذى يحقّق آمالها وأمانيها إنما هو القرآن، بل أقول وأنا ممتلئ عقيدة: لا سبيل بغيره أبدا، فقد أحكمت الحوادث غلق كلّ باب يقوّى معنوية الأمة إلا القرآن الكريم الذى جعله الله ميزان العدالة فى الأرض، وكتب له الخلود إلى يوم الدين.
القرآن الكريم منهج سهل محدّد، واضح المرامى والغايات، مستفيض فى الأمة، يحفظه الصغير والكبير، ويعلمه الشيخ والشاب.
وهو عملى لا يعتمد على الخيال، ولا يهتم بتنسيق النظريات الوهمية، ولكنه ينادى الناس جهارا: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة: 105].

(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (31) من السنة الأولى الصادر فى يوم الخميس الموافق 22 من ذى القعدة سنة 1352 هـ.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست