responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 78
أما ما يحضرنى ذكره من هذه الوسائل حتى يكون القول مصحوبا بالعمل، فهو:

الوسائل الناجعة فى تحفيظ القرآن:
أولا: فى الأزهر الشريف الآن عدد عظيم من الطلبة فى أقسامه الكثيرة، وهؤلاء الطلبة مفروض أنهم جميعا لم يدخلوا الأزهر، حتى أدوا الامتحان فى القرآن الكريم، وشهد لهم ممتحنوهم بحفظه، ومفروض أنهم سيكونون فى المستقبل أئمة فى المساجد، ووعاظا فى الأقاليم، ومدرسين للدّين، وهم فى كل ذلك محتاجون إلى القرآن قبل كل شىء.
وإذا كان ذلك كذلك فما معنى أنهم لا يؤدّون الامتحان فيه فى الشهادة الثانوية والعالمية والتخصّص؟ قد يقول قائل: إنهم يؤدّون الامتحان فى القرآن فى الشهادة الأولية [1]، ولكن أليست أربع سنوات بين الابتدائية [2] والثانوية وثلاث بين العالمية [3] والدكتوراة تكفى كلها لنسيان ما حفظ من القرآن؟
لا نريد أن نغالط أنفسنا فى الحقائق، ولا أن نخدعها عن الأمر الواقع فإن الموقف موقف إصلاح وتطبيب لا يصح فيها المداراة والمواربة، والمشاهد الملموس الذى لا يستطيع أحد المكابرة فيه أنّ كثيرا من العلماء أصبح لا يحفظ كتاب الله بعد أن كانوا قد مهروا به حفظا وتجويدا، وتسلّمتهم إدارة الأزهر الشريف كذلك بنصّ قانونها، وشهادة حضرات ممتحنى الدخول بمعاهدها، فكيف ترضى أن يتخرجوا تحت إشرافها فينتهون من دراستهم، وقد أضاعوا أهمّ مادة قضوا فيها العمر الطويل وبذلوا فيها دم النشأة الأولى وهى بعد أمسّ المواد بحياتهم العملية، وألزمها لما يقومون به من الوظائف، كالإمامة والوعظ والقضاء.
والمخرج الوحيد من هذا القصور: أن تجعل إدارة الأزهر الشريف الامتحان فى القرآن إجباريّا مع كل شهادة من شهاداتها، وأن تشدّد فى ذلك تشديدا يمنع التهاون فى الاختبار، ويشعر الطلبة بتوقّف نجاحهم على إجادة الحفظ.

[1] الأولية توازى حاليا الابتدائية.
[2] الابتدائية يعنون بها ما نسميه الإعدادية.
[3] أى الليسانس.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست