responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 77
لمثل هذا يذوب القلب من أسف [1] * إن كان فى القلب إسلام وإيمان

نهضة المحافظة على القرآن الحديثة وأثرها:
هذه النتائج الخطرة أفزعت أهل الغيرة على القرآن، فهبوا يفكرون فى وسائل المحافظة عليه، وكان من نتائج هذا التفكير تكوين (جمعيات المحافظة على القرآن الكريم) فى كثير من بلدان القطر، كالقاهرة ودمنهور والإسكندرية، ونداء العلماء للشعب فى بيان مزايا التعليم القرآنى، وتنبه الأفكار إلى الخطر الذى يتهدّدهم بسبب الانصراف عن القرآن.
ولكن هل هذه الوسائل تكفى للوصول إلى الغاية؛ وتضمن تحقيق الأمل؟
الحق أنّ الجواب سلبى، فإنّ جمعيات المحافظة على القرآن الكريم لم تتمكن إلى الآن إلا من فتح بعض المكاتب للتحفيظ، وهى لا تستطيع أكثر من ذلك؛ لقلة مواردها، وضعف ماليتها، والأمة جميعا تقدّر لها هذا المجهود، وتشكره أجزل الشكر، وتعلم مبلغ ما يقاسيه القائمون بشئونها فى سبيله من تعب وعناء.
على أنّ هذه المكاتب لا تضمن تخريج الحفظة؛ فإنه على فرض استمرار الطلبة فيها حتى يحفظوا، فإنهم بمجرّد أن يبارحوها ويزجّوا بأنفسهم فى ميدان الحياة، ويزاولوا أعمالها ومشاغلها سينسونه ويهجرونه، فيذهب حفظهم سدى، ولا سيما والقرآن أشدّ تفلتا من صدور الرجال من الإبل فى عقلها. فإذا لم تفكر فى الطريق الذى يكفل استمرار حفظ هؤلاء الناشئين كان عملنا قليل الجدوى، ضئيل الفائدة.
فهما أمران: الحفظ، وضمان بقائه. ولا فائدة فى الأول ما لم يعزّزه الثانى.
وقل مثل ذلك فى قسم الحفّاظ الذى تقول وزارة المعارف: إنه سيقوم بمهمة التحفيظ. وهذان هما الينبوعان اللذان نعتمد عليهما فى تخريج الحفظة لهذا العهد، وقد علمت نضوب مائهما واستعدادهما للجفاف.
فهل نترك المسألة عند هذا الحد، وهل ليست هناك وسائل تكفل لنا تحقيق أملنا فى تخريج الحفظة وبقاء حفظهم؟ اللهم إنّ الوسائل كثيرة سهلة لا تحتاج إلا إلى اليسير من الهمة حتى نهتدى إلى الجادة، ونصل إلى الغاية.

[1] هناك رواية أخرى لهذا البيت:" من كمد" بدل" من أسف".
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست