responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 65
التحليل أو التحريم، ومع ذلك لا ترى لها وجودا فى موسوعاته وكتبه، والعذر فى ذلك واضح فهى لم تكن عند المتقدمين، وواجبنا نحن أن نعالج ما يجدّ فى عصرنا من مثل هذه المسائل على ضوء القواعد الكليّة التى وضعها الأئمة رضوان الله عليهم.
ج- الإفاضة فى أحكام لا وجود لها الآن، كالتمثيل بمسائل الرق، والإكثار من ذلك، حتى لا يكاد يخلو منه باب من أبواب المعاملات فى الفقه، والتمثيل بوزن الدراهم، وذكر مقادير الكيل والوزن والمسافات باصطلاحات نحن فى حاجة إلى بيان ما يقابلها فى هذا العصر.
د- إذا سألك شاب تعلم تعليما عصريّا عن كتاب يلخص العقائد الإسلامية، أو أحكام العبادات بطريقة تناسب عقله فأى كتاب تستطيع أن تدلّ عليه؟! مع علمك أنه يودّ فائدة ملخّصة مقنعة فى وقت قصير لأنه هكذا تعلّم.
لا أقصد بهذا الطعن فى المتقدّمين رضوان الله عليهم، كلا كلا، فهم جزاهم الله خيرا أدوا مهمتهم وقاموا بواجبهم لعصورهم، وألفوا كما تحب العقول التى عاشوا معها، وخلّفوا لنا هذا الميراث الغنى الخصب الفيّاض بالعلم، الزاخر بالأحكام. ولكنى أقصد أن أستحثّ همم علمائنا المعاصرين حتى يخدموا دينهم فى عصرهم، ويؤلّفوا للعقول التى يعيشون معها كما كان أسلافهم، وكما قال ذلك الفلاح الشيخ:" قد غرس من قبلنا فأكلنا، ونغرس نحن ليأكل من بعدنا" [1].
لا أريد أن نكون حلقة غفلا مجهولة فى سلسلة العصور العلمية الإسلامية يصفنا أبناؤنا وأحفادنا بالتّواكل والتّقصير، بل أريد أن نكون حلقة قوية تصوغ علوم الأسلاف بالصيغة التى تجذب إليها عقول الأخلاف.
3 - لهذا ستكون كتابتنا فى جريدة الإخوان المسلمين- إن شاء الله تعالى- على طريقة قد لا تكون مألوفة فى الكتب الدينية، ولكنها بلا ريب ستستمد من بحارها الجيّاشة بالعلوم والمعارف، وسيكون عمادها جهود السلف الصالح وميراث الأئمة رضوان الله عليهم، فلئن كانت هذه الطريقة مبتكرة فى أوضاعها ونظمها فلن تكون جديدة فى أصول الأحكام وقواعدها، لأنها ثابتة لا يعتورها تغيير ولا تبديل.

[1] ويقال: إن قائله هو أبو الدرداء رضى الله عنه.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست