responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 551
سيحاول بعض المتحذلقين أن يقول:
إننا لسنا مختارين فى هذا فقد غزتنا الحضارة الأوربية بأوضاعها الاجتماعية فنقلنا عنها هذه القوانين، ولا نملك الآن أن نعدل عنها، وقد أصبحنا مقيّدين باتفاقات دولية ومعاهدات سياسية وقانونية.
وماذا نصنع بغير المسلمين الذين يخالفوننا فى الدين، وبالأجانب الذين ينزلون ديارنا، ولا يشتركون معنا فى الجنسية.
وكيف نطبق اليوم شريعة مرّ عليها ألف عام أو يزيد بعد أن تطوّرت قواعد التشريع وأساليبه هذا التطور العجيب مع ما فى هذه الأحكام من قسوة وجحود؟! سيحاول بعض المتحذلقين أن يقول هذا، وسنرد عليه فى الكلمة الآتية بما يكفيه ويشفيه إن شاء الله، ولكن قبل هذه الردود نريد أن نقف نحن وإياه أمام حقيقة الإيمان وجها لوجه فنقول له ولأمثاله: نحن يا هذا نخاطب المؤمنين بهذا القرآن الكريم أولا، فإن كنت منهم فهذا هو صريح القرآن، لا تملك أنت ولا غيرك حولا عنه ولا بديلا منه، فاختر لنفسك وخذ أودع ولا ثالثة لهما وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ .. [الأحزاب: 36] (صدق الله العظيم) [1] ذكرت فى الكلمة السابقة: أن مقتضى الإيمان بالقرآن الكريم يفرض على كل مؤمن أن يسلّم بما جاء فيه من أحكام، وإلا زال عنه وصف الإيمان، وهذا هو صريح الآيات من
مثل قوله تبارك وتعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا

[1] يعترض البعض على مقولة" صدق الله العظيم" وبخاصة بعد تلاوة آية، أو الاستشهاد بها، ويدعون بدعية قولها، ولقد تتبعت هذه المقولة فى السنة فوجدتها استخدمت كثيرا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى لسان صحابته الكرام، فقد استخدمها صلى الله عليه وسلم كما فى أمره لأحد الصحابة حينما اشتكى أخوه من بطنه، فقال: اسقه عسلا، ثلاث مرات، ثم قال صلى الله عليه وسلم:" صدق الله، وكذبت بطن أخيك" رواه البخارى (5684) ومسلم (2217) عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه. وقالها صلى الله عليه وسلم عند ما كان يخطب على المنبر ونزل يحمل الحسن والحسين، ثم قال: صدق الله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) " رواه الترمذى (3774) وقال: حسن غريب، ورواه النسائى فى" المجتبى" (1413) و (1585) وأبو داود (1109) وابن ماجة (3600) عن أبى بريدة رضى الله عنه. وغيرها من الأحاديث. انظر: فتوانا هل (صدق الله العظيم) بدعة؟ المنشورة على موقع (إسلام أون لاين. نت) فى قسم الفتاوى.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 551
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست