responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 547
ولقد كانت آيات النور صريحة كل الصراحة، واضحة كل الوضوح فى الرد على الذين يتهرّبون من الحكم بما أنزل الله وإخراجهم من زمرة المؤمنين فالله تبارك وتعالى يقول:
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور: 47 - 51] كما جاءت آيات المائدة تصف المهملين لأحكام الله بالكفر والظلم والفسق فتقول: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ)، و (الظَّالِمُونَ)، و (الْفاسِقُونَ)، ثم تقول: أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة: 50].
ولا يكفى فى تحقيق الحكم بما أنزل الله أن تعلن الدولة فى دستورها أنها دولة مسلمة، وأن دينها الرسمى الإسلام، وأن تحكم بأحكام الله فى الأحوال الشخصية، وتحكم بما يصطدم بأحكام الله فى الدماء والأموال والأعراض، أو يقول رجال الحكم فيها: إنهم مسلمون- سواء هذا أكانت أعمالهم الشخصية توافق هذا القول أم تخالفه- لا يكفى هذا بحال، ولكن المقصود بحكم الله فى الدولة: أن تكون دولة دعوة، وأن يستغرق هذا الشعور الحاكمين مهما علت درجاتهم، والمحكومين مهما تنوّعت أعمالهم، وأن يكون هذا المظهر صبغة ثابتة للدولة توصف بها بين الناس، وتعرف بها فى المجامع الدولية، وتصدر عنها فى كل التصرفات، وترتبط بمقتضياتها فى القول والعمل.
فى العالم دولة اسمها الاتحاد السوفيتى [1] لها مبدأ معروف، ولون معروف، ومذهب معروف، نحن لا نأخذ به ولا ندعو إليه، ولكنا نقول: إن هذه الدولة عرفت بلونها هذا بين الناس، وفى المجامع الدولية، وهى ترتبط بمقتضياته فى كل تصرّفاتها وأقوالها وأعمالها.

[1] كان هذا قبل تفكّك الاتحاد السوفيتى وسقوط الشيوعية إلى غير رجعة إن شاء الله.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست