اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 531
اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ [التوبة: 120] والحديث الصحيح:" تالله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" [1].
وإذا كان النبىّ صلى الله عليه وسلم قد اختار الرفيق الأعلى، وفارق هذه الحياة الدنيا، فإن هذا المعنى ثابت لسنته من بعده، ولشريعته الباقية الخالدة فهى أولى بكلّ مؤمن من نفسه، وأحق به من أهله وماله وأرضه ومسكنه وقومه وعشيرته والناس أجمعين.
فهم المسلمون الأوّلون رضوان الله عليهم هذا المعنى فسمعنا حسّانا رضى الله عنه يقول:
فإنّ أبى ووالده وعرضى ... لعرض محمد منكم وقاء (2)
وسمعنا أبا بكر رضى الله عنه يبكى، ويقول- حين سمع قول النبى صلى الله عليه وسلم:" إن من أمنّ الناس علىّ فى نفسه وماله: أبا بكر بن أبى قحافة" [3] -: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، وهل أنفسنا وأموالنا إلا ملك يمينك.
فهل يفهم المسلمون الآن هذا فيعلمون أن دينهم أولى بهم من أنفسهم وأموالهم فيعملون على مناصرته وإنقاذه أم هم فى غمرة ساهون.
اللهم فقّهنا فى دينك، وعلّمنا من أسرار كتابك. [1] رواه ابن أبى عاصم فى" السنة" (1/ 12) والسيوطى فى" مفتاح الجنة" (1/ 47) وذكره فى" نوادر الأصول" (4/ 164) وفى فيض القدير (5/ 295) وذكره النووى فى الأربعين النووية، وضعفه ابن رجب وأطال فى ذكر طرقه، انظر:" جامع العلوم والحكم" (2/ 393 - 395) ط. الرسالة. وضعفه الألبانى فى تخريج لكتاب" السنة" لابن أبى عاصم برقم (15) (1/ 12، 13).
(2) رواه أحمد (7/ 282) والبخارى (4141) ومسلم (2490) و (2770) عن عائشة رضى الله عنها. [3] رواه أحمد (3/ 394) والبخارى (466) و (3654) و (3904) ومسلم (2382) والترمذى (3660) عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، وأحمد (1/ 445) والبخارى (467) عن ابن عباس رضى الله عنهما، وأحمد (15492) والترمذى (3659) وقال: حسن غريب عن أبى المعلى بن لوذان رضى الله عنه، والترمذى (3661) عن أبى هريرة رضى الله عنه وقال: حسن غريب.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 531