اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 529
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (1)
ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ.
تعال معى أيها الأخ القارئ لنقف برهة أمام هذه الآية الكريمة فنستجلى ما فيها من روائع الجمال اللفظى وبدائع التفضل المعنوى، ثم نقول بعد ذلك: (ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ).
1 - أرأيت كيف عبر القرآن الكريم عن محمد صلى الله عليه وسلم: (بالنبى) وهل تذوّقت ما فى هذا اللفظ الكريم من معانى التعظيم والتكريم والشّرف العالى، والمنحة الخاصة، والمقام السامى الرفيع الذى نبا عن تقدير الناس، وسما عن مقاييسهم وموازينهم.
2 - وأ رأيت كيف عبّر القرآن الكريم عن الاستحقاق بالولاية فوقعت كلمة: (أولى) موقع كلمة أحق لما فى الأولى من الشعور بأن ذلك الاستحقاق إنما كان عن الحب والولاء والرغبة والرجاء، لا عن خوف ولا إرهاب، ولا إلزام ولا إكراه.
3 - وأ رأيت كيف عبّر القرآن الكريم بكلمة: (المؤمنين) ولم يقل الناس أو المسلمين لما فى هذه الكلمة من الإشارة إلى أن هذه الأولوية ثمرة التصديق، ونتيجة الإيمان واليقين، كما قال صلى الله عليه وسلم:" والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" ([2]) " ومن نفسه التى بين جنبيه" [3].
(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (8) من السنة الثانية الصادر فى يوم الخميس الموافق 9 من ربيع الأول سنة 1352 هـ. [2] رواه أحمد (4/ 183) والبخارى (15) ومسلم (44) والنسائى فى" المجتبى" (5013) و (5014) وابن ماجة (67) عن أنس بن مالك رضي الله عنه. [3] لم أجد الحديث بهذا اللفظ وقد ذكره الإمام البنا بمعناه، ولفظه: عن عبد الله بن هشام قال:" كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلىّ من كل شىء إلا نفسى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لا والذى نفسى، بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسى، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر" رواه أحمد (5/ 442) والبخارى (6632). وقد جعل الإمام البنا هذين الحديثين حديثا واحدا.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 529