اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 448
ثانيا: وجوب إصلاح ذات البين، وهو خلق شريف وعمل فاضل حثّ عليه الإسلام، ورفع من قدره الكتاب والسنة. يقول الله تبارك وتعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء: 114].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟
قالوا: بلى. قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هى الحالقة" [1]. وزيد فى رواية:" لا أقول تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدين" [2] والحديث رواه أبو داود والترمذى وابن حبان فى صحيحه وقال الترمذى: حسن صحيح.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبى أيوب: ألا أدلك على تجارة؟ قال: بلى. قال:
صل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرّب بينهم إذا تباعدوا" رواه البزار والطبرانى [3]. والآثار فى ذلك أكثر من أن تحصر.
ثالثا: الانتصار للمظلوم حتى ينال حقه. وهذا خلق إذا نما فى الأمة علمها العزة ورفع عنها الذلة، وزادها ارتباطا وحبّا وأخوة وقربا، وقد حثّ عليه كذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة، فقد قال الله تعالى فى وصف المؤمنين: وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ [الشورى: 39].
وفى الحديث الشريف: عن جابر وأبى طلحة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من مسلم يخذل امرأ مسلما فى موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله فى موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما فى موضع [1] رواه أحمد (7/ 598) والترمذى (2509) وقال: حديث صحيح، وأبو داود (4919) وابن حبان (5092) والبخارى فى الأدب المفرد (396) والبيهقى فى الشعب (11088) عن أبى الدرداء رضي الله عنه. وصححه شعيب الأرناءوط فى" صحيح ابن حبان" (11/ 489). [2] رواه الترمذى (2509) عن أبى الدرداء رضي الله عنه وقال: حديث صحيح. [3] رواه الطبرانى فى" الكبير" (8/ 257) والبيهقى فى الشعب (11094) عن أبى أيوب رضي الله عنه.
وحسنه الألبانى لغيره فى" صحيح الترغيب والترهيب" (2818) و (2819) و (2820) عن أكثر من صحابى.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 448