responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 446
الدينى على هذا أن يكون دائما مصدر توفيق وهداية وأمن وسلام، وأن يعمل لذلك ما استطاع إليه سبيلا.
وأن من واجبه كذلك: إذا أبى الناس عليه الحق الأول أن يستخدم القوة حتى يعود الحق إلى نصابه، فالإسلام لا يرضى للمسلم بهذا الموقف السلبى أمام حق يغتصب ولو من غيره، وباطل يطغى ولو على سواه، وسلام تعبث به المطامع، وإن كان ذلك بعيدا عنه، بل عليه أن يعمل للخير فى ذاته، وإن كان خيرا للجماعة لا لشخصه.
وثانيا: أنّ من واجب المسلم فى مثل هذا الموقف أن يتقدّم بالنصيحة أولا، وأن يبيّن الحقائق بالدليل والبرهان، وأن يزيل ما عساه أن يكون من شبهة بين الفريقين.
وثالثا: أن الأساس الذى يجب أن يدعو إليه المصلح، ويرجع إليه المتخاصمان محدود معروف واضح هو حكم الله وأمره؛ من غير أن تحرفه الأهواء أو تعطله الغايات والأغراض، فذلك هو الدستور الذى لا يقدح فيه ولا يخرج على حكمه إلا كل معتد أثيم.
رابعا: أنّ من حق المسلم إذا أهملت الفئة القوية الباغية هذا الأساس أن ينضمّ إلى الفئة الأخرى فيكون فى صفها حتى تنتصف؛ ويرتد عنها عدوان المفسدين وحيف الظالمين، فإن أبت الفئتان جميعا النزول على حكم الله فهما خارجتان فمن واجبه أن يردّهما جميعا إلى الحق، وأن يقف منهما موقف الخصومة حتى يخضد شوكتهما، ويفلّ غربهما، وتضعف قوتهما، وترجعا إلى حكم الله، فإن الحق لا يرهب صولة أحد، ولا يدّخر المؤمنون فى سبيل نصرته نفسا أو مالا، وإنما يعيش المسلم فى هذه الحياة بالحق للحق.
خامسا: إذا رجعت الفئتان إلى حكم الله فمن واجب المحكّمين أن يتحروا العدل والقسط والإنصاف، وألا يجوروا فى حكم أو يظلموا فى قضية أو يتأثروا بهوى، فإن الحق أحق أن يتبع، ولن يجتمع الحق والهوى فى قرن، والله يحب المقسطين العادلين الذين لا يتأثرون فى حكمهم ولا يهضمون العدل فى قضاياهم.
واعلم يا أخى أن المخاطب بهذا الخطاب فى الآية الكريمة هم المؤمنون جميعا، فكل مسلم مكلّف كفرد بإنفاذ مضمون هذه الآية تحقيقا لمدلولات القرآن الكريم وأوامره

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست