responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 375
يونس [الآية: [3]] بقوله: ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ، وفى سورة الم السجدة اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ [السجدة: [4]]. اه [1].
ونقول: لك أن تقول هذا فتلاحظ فى معنى الاستواء الوارد فى الآيات والقرائن والملابسات؛ وذكر الخلق والتدبير والتصريف؛ ونفى الشفعاء فى معظم الآيات التى ورد فيها الاستواء، ولم يجئ ذلك عبثا وإنما جاء لرابطة بين المعانى الواردة فى الآية فتعتقد أن المراد بالاستواء على العرش مطلق التدبير والتصرف، وتصرفه تصرفا تاما عن معناه الذى يوهم التشبيه كما جاء فى هذا القول المتقدم، ولك أن تتوقف مبالغة فى الورع فتقول:
نمره كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. ولكل من الموقفين موضعه، فأنت إذا خفت على نفسك أو غيرك شبهة التشبيه فأمامك المعنى الأول يثلج الصدر، ويطمئن القلب، ولا يتنافى مع ظاهر اللغة، ولا يقدح فى جلال الصفة، وإن كنت رجلا رضى النفس، مطمئن القلب بالإيمان، مستريح البال بالتفويض والتسليم تخشى أن الكلام فى هذه المعانى يفتح عليك وعلى غيرك أبوابا من الفتنة المغلقة فقلت: آمنت بما جاء عن الله على مراد الله والله أعلم بمراده [2]، و «استفت قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك» [3] والله أعلم [4].

(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)
يكون المراد بالجريان: ما يرى من حركتهما الظاهرة التى تلازم ناموس الاتصال بينهما وبين الأرض وبقية الكواكب حتى تقوم الساعة فيبطل ذلك النظام ويختل ذلك الناموس

[1] انظر: تفسير المنار (8/ 451 - 452).
[2] هذه العبارة: «آمنت بما جاء عن الله على مراد الله، والله أعلم بمراده» منقولة عن قول أحد السلف:
«آمنت بما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن قائلها هو: الإمام الشافعى رحمه الله. انظر: مجموع الفتاوى (4/ 2).
[3] جزء من حديث رواه أحمد (17545) والدارمى (2533) عن وابصة الأسدي رضى الله عنه.
[4] يأخذ بعض الإخوة السلفيين على الشيخ البنا أنه ينسب التفويض للسلف، وأن هذا فهم مغلوط من البنا لموقف السلف، والصواب: أن التفويض ورد عن عدد من السلف الصالح، وقد أتى الإمام بأقوالهم فى «رسالة العقائد» فلتراجع، وليراجع تفصيل ذلك فى كتاب «الصفات الخبرية» للدكتور محمد عياش الكبيسى. ط: المكتب المصرى الحديث.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 375
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست