اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 36
والعلم: يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ [الروم: 7]، حتى أصبح المسلمون كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه .. قالوا: اليهود والنصارى يا رسول الله. قال: فمن غيرهم» [1].
هذا مع أن الله تعالى حذر المسلمين من ذلك فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران: 149، 150] .. عجبا، عجبا!! " [2].
بل جعل الإمام البنا من شعارات دعوته، والتى يحرص الواحد من أتباعه على تنفيذها شعار: (القرآن دستورنا)، وجعل رمز دعوته- الإخوان المسلمون- مصحفا يحوطه سيفان، وجعل عودة القرآن للحياة حاكما ودستورا معركة يجب على كل مسلم أن يخوضها، فكتب فى ذلك عدة مقالات تحت عنوان: (معركة المصحف) فى جريدة:
(الإخوان المسلمون) اليومية.
واتّخذ البنا لعودة القرآن للحياة عدة وسائل منها: تربية الأفراد على آداب وتعاليم القرآن، ومنها دخول البرلمان أو مجلس النواب (سابقا) والذى سمى فيما بعد ب (مجلس الشعب)، وذلك لرفع راية القرآن وإيصال تعاليمه للناس، ولما قرر الإخوان دخول البرلمان للمناداة بتحكيم القرآن، وجّه أحد الناس سؤالا لحسن البنا قال فيه: ماذا تصنعون فى اليمين الدستورية إذا نجحتم وفيها النص على احترام الدستور وأنتم معشر الإخوان تهتفون من كل قلوبكم (القرآن دستورنا)؟! فكانت إجابة البنا رحمه الله:
" الجواب على ذلك واضح مستبين، فالدستور المصرى بروحه وأهدافه العامة من حيث الشورى وتقرير سلطة الأمة وكفالة الحريات لا يتناقض مع القرآن، ولا يصطدم بقواعده وتعاليمه وبخاصة وقد نصّ فيه على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام، وإذا كان فيه من [1] رواه أحمد (3/ 505، 513) عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه. ورواه أحمد (3/ 340) والحاكم (1/ 93) وصححه، وابن أبى شيبة (8/ 634) عن أبى هريرة رضى الله عنه. ورواه الحاكم (4/ 502) عن ابن عباس رضى الله عنهما. [2] من خطبة ألقاها الإمام البنا فى حفل المولد النبوى بالإسكندرية سنة 1937 م انظر: حسن البنا مواقف فى الدعوة والتربية ص 61 - 63.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 36