اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 352
[من آيات الله فى السماء] (1)
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد: [2]].
أكدت الآية الكريمة الأولى فى أول السورة: صدق القرآن وأحقية ما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم من ربه، وإن أعرض أكثر الناس عن الإيمان به. وفى هذه الآيات الكريمة: بيان لأول ما يجب أن يؤمن به الناس ويعتقدونه ويصدقوا بأحقيته، وذلك هو الإيمان بالله. فمعرفة الله والإيمان به أول ما يجب أن تتوجه إليه الهمم، وتعنى به النفوس، وقد سلكت الآيات الكريمة بالناس إلى هذا الإيمان أقوم السبل، وهى سبيل التفكر فى مخلوقات الله وعجائب صنعه، من رفع السماوات، وتسخير الكواكب والأجرام، وتدبير الأمور والشئون، وتصريف الآيات والعبر، ومد الأرض وبسطها، وإمدادها بما ينفع أهلها من الجبال والأنهار والنبات والجنات، على نسق رائع بديع هو الآية فى الإعجاز وصدق التصوير، والاستيلاء على المشاعر والقلوب.
(الله) أكبر أسماء الخالق سبحانه وتعالى وأجمعها لا يثنى ولا يجمع، والألف واللام من بنيته لم تدخلا عليه للتعريف؛ إذ هو أعرف المعارف، وقال الخطابى: والدليل على ذلك دخول حرف النداء عليه كقولك: يا الله، وحروف النداء لا تجتمع مع الألف واللام، ألا ترى أنك لا تقول: يا الرحمن ولا يا الرحيم كما تقول: يا الله، فدل على أنهما من بنية الاسم.
(الله) اسم كريم للموجود الحق البارى الخالق المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوجود الحقيقى، لا إله إلا هو سبحانه.
ولا تظن أننى أحاول بذلك الشرح أو التفسير [2] [أن أحصر صفات الله ووصفه]
(1) نشرت فى مجلة (المنار) فى العدد السادس من المجلد (الخامس والثلاثين) الصادر فى غرة رجب سنة 1358 هـ- أغسطس سنة 1939 م. [2] بعد هذه الفقرة نقص فى المقال، ولم أعثر عليه، وقد حاولت وصل ما بين الفقرتين بما هو مكتوب بين الحاصرتين، وذلك اجتهادا منى.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 352