responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 305
بغير أنصار، بل يديل الله منهم، ويستبدل قوما غيرهم، ويكون إثم المقصرين القاعدين الذين ملّوا العمل، وسئموا الكفاح على أنفسهم، والضرر حائق بهم ولن يضروا الله شيئا، فإن الله هو الغنى الحميد.

4 - حسب المجاهد ثوابا أن رضيه ربه لهذا الميدان:
وعلى المجاهد أن يعلم أنه شرف عظيم وفضل كبير أن يختاره ربّه لحمل أمانته ونصرة دعوته، ولو لم يكن له من الثواب إلا هذا التكريم لكان فيه فوق الكفاية، فإنّ الله لا يختار لهذا الشرف إلا من أحبّهم، وماذا يرجو مؤمن بعد أن يكون لربه حبيبا ومن رسوله قريبا، فليشكر الله على هذه المنّة، ولا يرى لنفسه فضلا فى شىء، بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [الحجرات: 17].

5 - فى واقعة الهجرة العملية آية ذلك ودليله:
ولقد تجلّت قدرة الله العظيم، واستغناؤه تبارك وتعالى عن الأسباب والمخلوقات فى حماية أوليائه ونصرة أنبيائه، وإظهار كلمته فى مواطن كثيرة منها يوم الغار، إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معه إلا صاحبه الكريم، يملأ قلبهما الإيمان، وتظلهما العقيدة الصادقة بجنود لا قبل لأحد بها، ولا سلطان لمخلوق عليها، فكان عاقبة ذلك تأييد الله ونصره لهما، وخذلان أعدائهما، وردهم على أعقابهم لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا، وأنزل سكينته على رسوله، وأيده بجنوده، وأعلى كلمته، وأحبط مكيدة الكافرين.
فانظر إلى هاتين العبرتين: صدق عقيدة من المجاهدين، يقابله تأييد ومناصرة من رب العالمين لا دخل فيه لأحد من المخلوقين، وهما صنوان لا يفترقان أبدا:" صدق الإيمان، وفخر النصر".

6 - لا عذر لقاعد عن نصرة الحق مهما كان فإنما هو النفير العام:
وإذا كان كذلك فمفروض على كل مؤمن أن يكون جنديّا فى سبيل العقيدة التى آمن بها، يذود عنها ويعمل لها، ويجاهد فى سبيلها بنفسه وماله، ولا عذر لأحد فى ذلك.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست