responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 304
[1] - على المؤمن بالدعوة أن يعمل لها:
من الناس من أحاطت به ظروف جعلت عبء حياته على غيره، فهو فى أمن ودعة وهدوء وراحة، ومنهم من أحاطت به ظروف جعلته يحمل عبء سواه، فهو فى كفاح دائم وفى نضال مستمر وفى عمل لا ينقطع، وكذلك الأمم فى حياتها تتقلّب بها الحادثات، وتنتابها عوامل الاجتماع، فهى أحيانا وادعة هادئة، وأحيانا كادحة مجاهدة، وإنما يحمل عبء الجهاد فيها أصحاب الدعوات الخالصة والمبادئ السليمة، ورجال الإصلاح الصحيح الذين آمنوا بوجوب العمل، واعتقدوا ضرورة الحاجة إلى الجهاد، هؤلاء النفر من بناة الأمم، ودعاة الحق، ودعائم الإصلاح، لا بدّ أن يجاهدوا، ولا بد أن يستعدوا لكفاح طويل لا نهاية له، فإن حاجات الأمم أطول من أعمارها مهما طالت، وعليهم ألا يقصروا، أو ينوا فى أداء المهمة التى كان من حظهم أن يحملوا عبأها وينتدبوا أنفسهم للقيام بها.

2 - أجر العمل أفضل من حرمان القعود:
وهم إذا فعلوا ذلك فقد أعد الله لهم أعظم الأجر لقاء هذا التعب، وهم إذا حرموا أنفسهم لذائذ حقيرة فى حياة قصيرة، فقد أعدّ الله لهم فى خلد جنته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فإن سمت أنفسهم عن المعاوضات وجاهدت لأنها اعتقدت وجوب الجهاد، ورأت فى لذة العمل وفى سعادة النجاح وفى إسعاد المجتمع ثواب عملها وجهادها فبها ونعمت، ولن يضيع الله أجرها، بل سيضاعفه لها، وإن كان ولا بدّ من معاوضة فشتان بين ما يفنى وما يبقى، وبين لذائذ هذه الحياة الدنيا ولذائذ الأخرى، فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة: 38]، و" لموضع سوط أحدكم فى الجنة خير من الدنيا وما فيها" [1].

3 - إذا قصر المؤمن فى الجهاد عوقب واستبدل به غيره:
فإذا أبى المجاهدون إلا القعود، واستسلموا للضعف، وسلموا الراية، وخانوا الأمانة فهناك العذاب الأليم والجزاء الوفاق، ولن يدع الله الراية بغير حملة، ولن يترك الدعوة

[1] رواه أحمد (3/ 180) والبخارى (2892) والترمذى (1664) عن أبى هريرة رضي الله عنه. ورواه أحمد (4/ 453) عن سهل بن سعد الساعدى رضي الله عنه.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست