اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 303
صوت النفير العام (1)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة: 38 - 41].
اخل بنفسك من شوائب المادة، واحصر تفكيرك فى هذه التعاليم الروحية، واستجمع لها روحك وقلبك، واستمع لها كما يستمع الجندى المطيع أوامر القائد المحبوب الحازم المطاع، فإنك ستفهم منها فلسفة رائعة فى تكوين [الرجال المجاهدين، وتوضّح لك] [2] دعائم النصر، وتستطيع أن تلخص مقاصد هذه الآيات الكريمة فى هذه الجمل.
1 - على المؤمن بالدعوة أن يعمل لها.
2 - أجر العمل أفضل من حرمان القعود.
3 - إذا قصّر المؤمن فى الجهاد عوقب واستبدل به غيره.
4 - حسب المجاهد ثوابا أن رضيه ربه لهذا الميدان.
5 - فى واقعة الهجرة العملية آية ذلك ودليله.
6 - لا عذر لقاعد عن نصرة الحق مهما كان فإنما هو النفير العام.
وإليك بيان ذلك.
(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد الأول من السنة الرابعة الصادر فى يوم الثلاثاء الموافق 22 من محرم سنة 1355 هـ- 14 من أبريل سنة 1936 م. [2] ما بين المعقوفتين من وضعى حيث إن الصفحة متآكلة عند هذه العبارة، وقد استنبطتها من سياق الكلام.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 303