اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 291
[رأى العلماء فى الكنز]
واختلف العلماء فى نفس الكنز، فقال أبو ذر: إنه ادّخار ما فوق الحاجة مهما كان قليلا.
روى أبو يعلى بإسناد فيه ضعف عن ابن عباس قال: استأذن أبو ذر على عثمان، فلما دخل قال له عثمان: أنت الذى تزعم أنك خير من أبى بكر وعمر؟ قال: لا. ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن أحبّكم إلىّ وأقربكم منى من بقى على العهد الذى عاهدته عليه" [1] وأنا باق على عهده، قال: فأمره أن يلحق بالشام، وكان يحدثهم ويقول: لا يبيتنّ عند أحدكم دينار ولا درهم، إلا ما ينفقه فى سبيل الله أو يعده لغريم، فكتب معاوية إلى عثمان: إن كان لك بالشام حاجة فابعث إلى أبى ذر، فكتب إليه عثمان: أن أقدم، فقدم".
وروى البخارى ومسلم عن الأحنف بن قيس قال: جلست إلى ملأ من قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم، فسلّم ثم قال: بشّر الكانزين برضف يحمى عليهم فى نار جهنم، ثم يوضع على حلمة ثدى أحدهم حتى يخرج من نفض كتفه، ويوضع على نفض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل، ثم ولّى فتبعته وجلست إليه، وأنا لا أدرى من هو، فقلت: لا أدرى القوم إلا قد كرهوا الذى قلت، قال: إنهم لا يعقلون شيئا، قال لى خليلى: قلت: ومن خليلك؟ قال: النبى صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر: أتبصر أحدا؟ قال: فنظرت إلى الشمس ما بقى من النهار، وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلنى فى حاجة له، فقلت: نعم. قال:" ما أحبّ أن لى مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير" إنّ هؤلاء قوم لا يعقلون إنما يجمعون الدنيا، والله ما أسألهم دنيا، ولا أستعينهم فى دين حتى ألقى الله عز وجل" [2].
ووجّه إليه حبيب بن أبى سلمة [3] - وهو أمير بالشام- ثلاثمائة دينار وقال: استعن [1] رواه أحمد (1/ 321) عن أبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنه، ورواه الطبرانى فى" الكبير" (2/ 149) عن ابن عباس رضى الله عنهما. دون ذكر للقصة. [2] رواه البخارى (1408) ومسلم (992) عن الأحنف بن قيس رضى الله عنه. والرّضف: الحجارة المحماة.
والنّفض: عظام رقيق على طرف الكتف. [3] ذكره الإمام البنا فى المقال أن اسمه: صهيب بن سلمة، وهو خطأ والصواب ما أثبته، ولعل خطأ الإمام ناتج عن نقله النص من تفسير المنار، دون مراجعة.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 291