responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 286
والظهور، وتكفّل للمؤمنين الصادقين بالفوز والنصر، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [التوبة: 32].

ما يرجى من ظهور الإسلام:
ولقد وعد الله تبارك وتعالى فى آيات كثيرة بتأييد كلمة الإسلام وإعزاز أهله فقال: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً [النور:
55]، وكما جاء فى هذه الآية الكريمة: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة: 33، والصف: 9].
وقد ذهب قوم إلى أنّ ذلك الظهور قد تمّ ووقع وانتهى أمره، وذهب آخرون إلى أنه لا يتمّ إلا على يد المهدى وعيسى عليه السلام فى آخر الزمان. وقعد آخرون عن العمل لمجد الإسلام يأسا، وقعد آخرون عن ذلك انتظارا، وكلا الفريقين غير محق، والصواب- والله أعلم-: أن هذا الوعد وعد دائم متجدّد باق، وأنه سنة من سنن الله تعالى التى لا تتخلّف، والتى تقررت بقوله تعالى: كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ [الرعد: 17]، وبقوله: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ [الأنبياء: 18]، وقد جرت سنّة الله تبارك وتعالى أنّ إرادته تتحقّق بأخذ العباد فى الأسباب، وكل شىء له سبب، فإذا أخذ المسلمون فى أىّ عصر من العصور فى أسباب القوة فإن ذلك ولا شك إيذان من الله تبارك وتعالى بظهور دينه على كل الأديان، وعلو شريعته على كل الشرائع فى هذا العصر، ولو كره ذلك المشركون الذين يخلطون بنظم الله وأديانه وشرائعه غيرها مما كسبت أيديهم ومما يكتبون، والله أعلم [1].

[1] كتب الإمام الشهيد عدة مقالات فى جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية فى (حديث الجمعة) يدعو فيها: إلى الأمل والتفاؤل، وعدم اليأس والقنوط، فكتب مقالا تحت عنوان: (أربعة أدلة) دلل فيها- رحمه الله- على أن المستقبل للإسلام. وتحت عنوان: (بين اليأس والأمل) و (بين المحنة والمنحة) وغيرها. ولمزيد من التفصيل فى هذه المبشرات بنصر الله للإسلام، يراجع رسالة" المبشرات بانتصار الإسلام" للدكتور يوسف القرضاوى طبعة مكتبة وهبة بالقاهرة، والمكتب الإسلامى ببيروت.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست