responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 27
حسن البنا والدراسات القرآنية

حسن البنا ابن القرآن:
لقد نشأ الإمام حسن البنا فى بيئة قرآنية، فأبوه هو العلامة الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتى، أحد العلماء الأفذاذ، وكانت أمّه رحمها الله تعتنى به، وبتربيته تربية دينية، فحفظ رحمه الله القرآن وهو طفل صغير.
ولم يكن البنا يقرأ القرآن دون تفهّم لمعانيه، فقد نشأ الطفل حسن البنا شغوفا بالقرآن، شغوفا لمعرفة معانيه وأسراره، ولم يكن يترك الآية تمرّ على سمعه مرّ الكرام، بل كان يقف أمامها مرّات ومرّات، يروى موقفا من هذه المواقف رحمه الله فيقول:
" كنت أصحح [1] سورة" ن" أمام أستاذى رحمه الله، فوقفت عند الآية الكريمة إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ [القلم: 17].
وتوجّهت إليه بالسؤال فجأة: يا سيدنا الشيخ، إنك تقول لنا: إن الجنة دار نعيم ليس فيها غمّ ولا كدر، ولكنّ هذه الآية تقول: إنّ أصحاب الجنة فى بلاء فكيف هذا؟! فابتسم الشيخ رحمه الله وقد كان رجلا فيه حلم وأناة، وظرف وأدب، وعلم وفضل، وقال:" اسمع يا بنى: إنّ الجنّة هنا ليست جنة الآخرة التى وعدها الله عباده المتقين، ولكنها" جنينة" وحديقة، كانت لثلاثة من الإخوة، اعتادوا أن يخرجوا من ثمرها كل عام جزءا للفقراء والمحتاجين، شكرا لله على نعمته، وكان الله تبارك وتعالى يبارك لهم فيها بسبب هذا الشكر.
ولكنّهم فى عام من الأعوام بيّتوا أمرهم من الليل، وتناجوا فيما بينهم ألّا يسمحوا لمسكين أن يدخلها عليهم، أو ينال من ثمرها شيئا، وظنّوا- وهم يتحدثون- أنهم في خلوة
خالية لا يحضرهم فيها غيرهم، ولا يسمع حديثهم أحد سواهم، ولكن الله الذى يسمع ويرى ويعلم السر وأخفى، سمع حديثهم ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ

[1] تصحيح السورة أى قراءة السورة التى سيحفظها أمام شيخه حتى لا يخطئ فى قراءتها ويحفظها خطأ.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست