responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 254
يحرم المشركون امتيازاتهم السابقة، وأن يحظر عليهم حظرا باتا أن يعمروا مساجد الله التى لم تقم إلا لتوحيده وحسن عبادته، وكان طبيعيّا أن يكون هذا الحرمان أول ثمرة من ثمرات الخصومة والمقاطعة التى أعلنها عليهم الإسلام بعد انتهاء فترة الهدنة فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ [التوبة: 2].
وشهادتهم على أنفسهم بالكفر معلومة عملا بما يأتون من مظاهره كعبادة الأصنام ودعائها والحلف بها والنذر لها، واعتقاد النفع والضر فيها، وقولا بنطقهم بألسنتهم، فأنت حين تسأل أحدهم: ما دينك؟ يجيبك: غير الإسلام، وهى شهادة صريحة منه على نفسه بالكفر، وإن بعضهم ليسجل هذه الشهادة على أبنائه بتسميتهم بأسماء الأصنام، فيقال: عبد اللات وعبد العزّى وعبد مناة ... إلخ، وكل ذلك داخل فى نفس شهادتهم على أنفسهم بالكفر.
ومن كانت هذه حالته: فقد حبط كل عمل له فى الدنيا: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ [إبراهيم: 18].
وجزاؤهم يوم القيامة: الخلود فى النار التى وقودها الناس والحجارة.

انتقال هذه الخصائص للمؤمنين:
وبعزل المشركين عن هذه المهمة وإقصائهم عنها تسند إلى أحقّ الناس بها، وأعرفهم بحقها من المؤمنين الصادقين، الذين كملت فيهم شرائط الإيمان الظاهرية والباطنية والقولية والعملية. فالقولية: من التصريح بكلمة الإيمان بالله واليوم الآخر. والعملية:
من إقامة الصلاة وهى العبادة البدنية، وإيتاء الزكاة وهى العبادة المالية، وخشية الله تبارك وتعالى دون سواه وهى العبادة الباطنية القلبية، وهى كذلك أغلى ثمرات الإيمان، وأظهر الأدلة على استقراره فى النفوس، واستيلائه على الجوارح والقلوب، فهؤلاء الذين توفّرت فيهم هذه الصفات: هم الذين اهتدوا بنور الله وتوفيقه إلى الصراط المستقيم، وهم أحق الناس بعمارة المساجد والقيام عليها.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست